صحــــتك

نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ .. ما العلاقة بينهما؟

نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ .. ما هي العلاقة؟
العلاقة بين نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ

توصلت دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا في مجلة (JAMA Network) بتاريخ 12 مارس 2025 إلى وجود علاقة بين انخفاض نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ. فقد أشارت الأدلة إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا وتكون لديهم نسبة محيط الخصر إلى الورك أقل من غيرهم في منتصف العمر يتمتعون بصحة إدراكية ودماغية أفضل مع تقدمهم في السن.

لماذا اعتُمدت نسبة الخصر إلى الورك بدلاً من معايير أخرى؟

منذ أن تمت صياغة مصطلح ”مؤشر كتلة الجسم“ بقي مؤشرًا رئيسيًا لقياس صحة الإنسان بشكل عام حتى وقتنا هذا، وبما أن مؤشر كتلة الجسم هو مقياس لدهون الجسم بناءً على الطول والوزن، فإنه يُستخدم أيضًا كأداة فحص لتقييم احتمال الإصابة بأمراض معينة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري ومرض الكبد الدهني غير الكحولي والسرطان.

ولكن، أظهرت أبحاث سابقة أن مؤشر كتلة الجسم ليس دقيقاً، ولهذا السبب، يدرس العلماء أيضًا استخدام قياس نسبة الخصر إلى الورك كبديل لمؤشر كتلة الجسم، فقد وجدت دراسات سابقة أن قياس معدل الخصر إلى الورك قد يكون أداة أفضل لقياس تأثير الوزن من مؤشر كتلة الجسم، وربطت هذه الدراسات بين ارتفاع معدل الخصر إلى الورك وزيادة خطر الإصابة بضعف الإدراك.

كيف وُجدت العلاقة بين نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ ؟

لإثبات العلاقة بين نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ حلّل الباحثون البيانات الصحية للمشاركين في دراسة "وايتهول" الثانية التي تم فيها مراقبة النظام الغذائي ومعدل ضربات القلب ثلاث مرات مختلفة على مدار 30 عاماً، وأيضاً اعتمدوا على دراسة وايتهول الثانية الفرعية لتصوير الدماغ، وتلقى بعض المشاركين أيضاً فحوصات الرنين المغناطيسي للدماغ والاختبارات المعرفية.

كان متوسط عمر المشاركين في الدراسة 48 عامًا منذ بداية دراسة وايتهول الثانية حتى بلوغهم سن السبعين، مما سمح للباحثين بالتركيز على مرحلة منتصف العمر. قال الباحثون إنهم ركّزوا على النظام الغذائي ونسبة الخصر إلى الورك في منتصف العمر لأن هذه الفترة تمثل نافذة حرجة للتدخلات الوقائية المفيدة في الحفاظ على الصحة الإدراكية والحد من خطر الخرَف، وأكّدوا أن هذه الدراسة لم تهدف إلى اكتشاف العلاقة بين نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ فهي ظاهرة معروفة من قبل، بل إنها سعت إلى سد الثغرات الموجودة في الأبحاث الحالية من خلال فحص التأثيرات الطويلة المدى لجودة النظام الغذائي الكلي ونسبة الخصر إلى الورك (كمقياس لدهون البطن) على الدماغ والوظائف الإدراكية.

ما نتائج الدراسة إذاً؟

تَبين من خلال الدراسة بالفعل وجود علاقة بين نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ فقد وجد الباحثون أن جودة النظام الغذائي الأفضل وانخفاض نسبة الخصر إلى الورك في منتصف العمر يرتبطان بالترابط الهيكلي والوظيفي للحصين –وهو أحد أجزاء الدماغ– مع التقدم في السن، وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلّط الضوء على الدور الحاسم لعوامل نمط الحياة القابلة للتعديل، مثل جودة النظام الغذائي وضبط نسبة الخصر إلى الورك في تعزيز الاتصالات الدماغية وخاصة في منطقة الحصين، وهي منطقة حيوية للذاكرة والتعلم.

قال الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى أن التدخلات التي تركّز على تحسين النظام الغذائي والتحكّم في السمنة في منطقة البطن قد أكثر فائدة عند تنفيذها خلال هذه الفترة الحرجة، مما قد يقلل من خطر التدهور المعرفي والخرف في وقت لاحق من الحياة. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن انخفاض معدل ضربات القلب في منتصف العمر كان مرتبطاً بوجود ذاكرة عاملة ووظائف تنفيذية أفضل في سن متقدمة.

وحسب الباحثين، فإن هذا يؤكد على العلاقة المهمة بين نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ في منتصف العمر، إذ يؤدي ذلك إلى تحسن الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة العاملة والوظائف التنفيذية. بيّن الباحثون أن الدراسة تؤكد على أن ارتفاع نسبة الدهون في منطقة البطن في منتصف العمر يرتبط بانخفاض درجات الأداء المعرفي في عدة مجالات، بما في ذلك الطلاقة والذاكرة العرَضية والذاكرة العاملة والوظائف التنفيذية، وهذا يشير إلى أن التدخلات التي تهدف إلى تقليل دهون البطن قد تحافظ على القدرات المعرفية الضرورية للعمل اليومي واتخاذ القرارات في سن متقدمة.

قال الباحثون أيضاً إن العلاقة بين نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ في منتصف العمر والأداء المعرفي كانت بوساطة اتصالات المادة البيضاء، مما يشير إلى أن الصحة الأيضية في منتصف العمر قد تؤثر على بُنية الدماغ، والتي بدورها تؤثر على النتائج المعرفية. تتماشى هذه النتائج مع النظريات التي تشير إلى أن عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة تؤثر على الصحة المعرفية من خلال التغيرات في البُنية المجهرية الدماغية، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تدخلات معينة خلال منتصف العمر لتعزيز الصحة المعرفية على المدى الطويل.

نصيحة من موقع صحتك

تشير الدراسة إلى ضرورة الاهتمام بتحقيق وزن صحي مثالي خصوصاً في مرحلة منتصف العمر، فقد تَبيّن من خلال الدراسة وجود علاقة بين نسبة الخصر إلى الورك وصحة الدماغ. ولهذا من الضروري الحرص على اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة في منتصف العمر، ويفضل مراجعة الطبيب أو أخصائي تغذية لمعرفة أفضل الطرق التي يمكنك اتباعها لتحقيق النتائج التي ترغب بها.

آخر تعديل بتاريخ
07 أبريل 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.