مرض كرون والتهاب القولون التقرحي قد ترتبط الإصابة بهما بالتعرض للمبيدات الحشرية في وقت سابق حسب ما أوضحته دراسة في أمراض الجهاز الهضمي، ويناقش مؤلف الدراسة ماناسي أغراوال، دكتوراه في الطب، من كلية إيكان للطب في ماونت سيناي في مدينة نيويورك، النتائج بالقول إن الهدف من هذه الدراسة كان قياس الملوثات البيئية في مصل دم بعض المجندين العسكريين النشطين، وأردنا قياس هذه الملوثات البيئية في عينات المصل وتحديد علاقتها مع مرض كرون والتهاب القولون التقرحي (التهاب الأمعاء).
مرض كرون والتهاب القولون التقرحي وعلاقتهما بالمبيدات الحشرية
وقد ظهرت النتائج من خلال قياس المبيدات الحشرية في عينات المصل لمدة تصل إلى 10 سنوات، وذلك باستخدام قياس الطيف الكتلي العالي الدقة، والتي أظهرت مئات من المواد الكيميائية المختلفة، وقد وجدنا أن هذا الخليط من المواد الكيميائية كان مرتبطاً بخطر الإصابة بمرض كرون والتهاب القولون التقرحي من خلال التعرض لهذه المواد قبل 6-10 سنوات من تشخيص المرض، وهذا يشير إلى أنه قد تكون هناك صلة بين التعرض لهذه المواد الكيميائية والتي تتكون في المقام الأول من المبيدات الحشرية وخطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء، وذلك عندما يحدث التعرض قبل سنوات من التشخيص.
مرض كرون والتهاب القولون التقرحي .. هل هناك أمل للوقاية؟
تعتبر هذه الدراسة مهمة لأنها هي الدراسة الأولى لقياس المبيدات الحشرية في مصل الدم قبل سنوات من تشخيص مرض التهاب الأمعاء، والذي قد يمنحنا فارقاً زمنياً للوقاية منه وفهم العلاقة بينها وبين مرض التهاب الأمعاء، وقد استخدمت هذه المنهجية الموضوعية، وقد لاحظنا في هذه الدراسة وجود تأخر في تشخيص مرض التهاب الأمعاء، مما يعني أن التعرض لهذه المبيدات يحتاج لسنوات حتى يتسبب في حدوث المرض، فهناك فترة زمنية تستغرقها حدوث التأثيرات البيولوجية لهذه التعرضات.
ويعتقد الخبراء أن الاعتبار المهم الذي تسلط هذه الدراسة الضوء عليه هو أهمية التعاون عبر المجالات العلمية المختلفة مثل علوم الصحة البيئية والطب السريري، وكيف أن هذا التعاون مهم جداً نحو فهم كيف تلعب البيئة دوراً في صحتنا، وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة ونتائجها المختلفة، وبناء على النتائج التي توصلنا إليها فإن الخطوة القادمة هو تطبيق الاختبار على مجموعات أخرى من شرائح المجتمع بعيداً عن المجندين العسكريين.
وهذا يعتبر مهم جداً لمعرفة كيفية ارتباط الأنواع المختلفة للمبيدات الحشرية بحدوث مرض كرون والتهاب الأمعاء التقرحي وذلك من خلال اختبار ملوثات بيئية مختلفة، وكذلك مجموعات سكانية مختلفة، ونحن بحاجة إلى منهجية عمل جديدة لفهم كيفية تأثير المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى على العمليات البيولوجية التي تؤدي في النهاية إلى مرض التهاب الأمعاء، واستناداً إلى هذه البيانات قد تكون هناك تأثيرات على التنظيم فيما يتعلق بكيفية وصول هذه المواد الكيميائية إلى حياتنا اليومية.