أجرى باحثون من مركز لندن للعلوم الصحية (LHSC) بمقاطعة أونتاريو في كندا، تحليلًا شاملاً لتجارب سريرية عشوائية شملت حوالي 5000 طفل، بهدف تقييم مسكنات الألم الحاد للأطفال من ناحية فعاليتها وسلامتها، ووجدوا أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هي الأدوية الأكثر أمانًا وفعالية لتخفيف الآلام الحادة عند الأطفال مقارنة بالمسكنات الأخرى. نُشرت النتائج قي مجلة جاما لطب الأطفال (JAMA Pediatrics) في 3 شباط/فبراير 2025.
فئة من مسكنات الألم الحاد للأطفال هي الأكثر فعالية والأقل ضررًا
أظهرت النتائج أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والكيتامين والأفيونيات المتوسطة إلى العالية الفعالية كانت أفضل من الدواء الوهمي في تخفيف الألم الحاد عند الأطفال، ولكن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كانت الأكثر فائدة والأقل تسببًا بالآثار الجانبية. ومع ذلك، كان الفارق في مستوى تخفيف شدة الألم محدودًا، فقد بلغ حوالي 1 سم فقط من 10 سم على المقياس التناظري المرئي (VAS)، وهو أداة تُستخدم لقياس شدة الألم والذي يمثل الرقم 10 فيه أسوأ ألم ممكن.
كما كانت مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأدوية الوحيدة التي قللت الحاجة إلى أدوية الإغاثة السريعة، وكانت الأكثر فاعلية في تخفيف الألم الحاد عند الأطفال بدون زيادة خطر الآثار الجانبية القصيرة المدى على الجهاز الهضمي، على عكس المسكنات الأخرى باستثناء الأسيتامينوفين (الباراسيتامول).
تتوافق هذه النتائج إلى حد كبير مع أحدث إرشادات الممارسات السريرية التي أصدرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) المتعلقة بوصف المسكنات الأفيونية للأطفال والمراهقين الذين يعانون من آلام حادة في العيادات أو المراكز الصحية خارج المستشفيات.
وأشارت الدكتورة لورا أوليجنيك من مركز لندن للعلوم الصحية في أونتاريو إلى أن حوالي 60% من الأطفال الذين يزورون أقسام الطوارئ يعانون من ألم حاد، وأن المعالجة السريرية للألم ما تزال متفاوتة، فغالبًا ما يتم وصف المسكنات الأفيونية على الرغم من الأدلة المحدودة والمتضاربة أحيانًا على فعاليتها وسلامتها.
تحليل شامل لفعالية وسلامة فئات مختلفة من مسكنات الألم الحاد للأطفال
قام الباحثون بإجراء مقارنة شاملة بين فعالية وسلامة فئات مختلفة من مسكنات الألم الحاد للأطفال من خلال تحليل 41 تجربة سريرية شملت 4935 مشاركًا تقل أعمارهم عن 18 عامًا (بمتوسط عمر 9.7 سنوات) يعانون من آلام لمدة تقل عن 4 أسابيع، وقد قارنت هذه التجارب بين مسكنات الألم الدوائية ومسكنات الألم البديلة أو الدواء الوهمي. وتضمنت هذه التجارب:
- 25 تجربة على أطفال يعانون من آلام في العضلات والعظام.
- 6 تجارب على أطفال يعانون من آلام في الأنف أو الأذن أو الحنجرة.
- 5 تجارب على أطفال يعانون من آلام في البطن.
- 5 تجارب على أطفال يعانون من عدة أنواع مختلفة من الآلام.
تم إجراء 35 تجربة منها في أقسام الطوارئ، وفي 29 تجربة أعطى متخصصو الرعاية الصحية الأدوية للمرضى، وتم قياس التأثيرات في المستشفيات في 34 تجربة، وكانت 19 تجربة منها عرضة لمخاطر عالية من التحيُّز.
مقارنة بين فعالية مسكنات الألم الحاد للأطفال في تخفيف الآلام
شملت مسكنات الألم الحاد للأطفال التي تم استخدامها في التجارب ما يلي:
- الدواء الوهمي.
- الأسيتامينوفين (Acetaminophen).
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
- الترامادول (Tramadol).
- الكودين (Codeine).
- أدوية المواد الأفيونية (Opioids) المتوسطة إلى العالية الفعالية.
- الكيتامين (Ketamine).
- مزيج من اثنين أو أكثر من الأدوية.
النتائج
وعند مقارنة درجة تخفيف الألم على المقياس التناظري المرئي بين هذه الأدوية المختلفة والدواء الوهمي، كانت النتائج كالتالي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: 1.29-
- الكيتامين: 1.12-
- أدوية المواد الأفيونية المتوسطة إلى العالية الفعالية: 1.19-
- أما الأدوية الأخرى، فقد أظهرت أدلة مؤكدة بشكل معتدل على عدم وجود فرق ملحوظ في تأثيرها مقارنة بتأثير الدواء الوهمي، أو كانت مدعومة بأدلة ضعيفة.
أشار الباحثون إلى وجود بعض القيود في التحليل، مثل ضعف الأدلة لبعض مسكنات الألم الحاد للأطفال، وعدم توفر معلومات كافية حول الآثار السلبية القصيرة المدى، مثل التفاعلات أو التأثيرات الجانبية لكل دواء. بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن الباحثون من تقييم الآثار السلبية الطويلة المدى مثل إدمان المواد الأفيونية أو النزيف المعوي، بسبب نقص التجارب التي أبلغت عن هذه النتائج. كما أن معظم هذه التجارب قد أجريت في أقسام الطوارئ، مما قد يحد من إمكانية تعميم النتائج على نطاق أوسع.