كشفت دراسة تحليلية لبيانات مجموعة من عدة دراسات أن حظر إعلانات التبغ والترويج له ورعايته مرتبط بانخفاض احتمالية التدخين بنسبة 20%، وانخفاض احتمال اكتساب هذه العادة بنسبة 37%، وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تُشير إلى أن هذا الحظر يؤثر بالفعل على سلوك الأشخاص تجاه التدخين، وهذا يؤكد على أهمية تنفيذه وتطبيقه عالميًا للحد من التدخين وآثاره الصحية. نُشرت الدراسة في مجلة Tobacco Control العلمية والمتخصصة في مجال مكافحة التبغ في 13 كانون الثاني/يناير 2025.
حظر إعلانات التبغ.. خطوة ضرورية لمكافحة التدخين والحد من انتشاره
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، التبغ هو أحد أكبر التهديدات الصحية العامة التي يواجهها العالم، فهو يتسبب في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، منهم حوالي 1.3 مليون شخص من غير المدخنين الذين يتعرضون لدخان التبغ غير المباشر (التدخين السلبي). وأشار الباحثون إلى أنه في عام 2019، بلغ عدد الأشخاص الذين يدخنون التبغ بانتظام حول العالم أكثر من مليار شخص وسبَّب حوالي 8 ملايين حالة وفاة.
من أجل الحد من الخسائر والآثار السلبية الناجمة عن التدخين، وضَعت منظمة الصحة العالمية في اتفاقيتها الإطارية بشأن مكافحة التبغ (FCTC) إرشادات للدول حول كيفية اعتماد سياسات شاملة لمكافحة التبغ. ومع ذلك، لم تفرض سوى 17 دولة فقط من أصل 182 الحظر الشامل على جميع أنواع الإعلانات عن منتجات التبغ والترويج لها ورعايتها المدرجة في القائمة، بينما لم تتخذ 37 دولة أي خطوات بهذا الشأن.
كيف يؤثر حظر إعلانات التبغ على الصحة العامة؟
في ظل التطورات السريعة في مجال الإعلام والإعلان، حلَّل الباحثون تأثير الحظر الشامل على إعلانات منتجات التبغ والترويج لها ورعايتها على معدلات انتشار التدخين، والبدء في التدخين، والإقلاع عنه، وذلك بالاعتماد على أحدث الدراسات المنشورة حتى نيسان/أبريل 2024.
وبعد استبعاد الدراسات المكررة أو الضعيفة أو غير المؤهلة، شمل التحليل 16 دراسة شارك فيها حوالي نصف مليون شخص، وكانت هذه الدراسات كالآتي:
- حلَّلت دراستان تأثير حظر إعلانات التبغ والترويج له ورعايته على التدخين على مدى فترة تقل عن 5 سنوات.
- حلَّلت 5 دراسات تأثير الحظر على التدخين على مدى فترة تراوحت مدتها بين 5 و10 سنوات.
- حلَّلت 3 دراسات هذا التأثير على مدى فترة تزيد عن 10 سنوات.
- تناولت دراستان تأثير حظر إعلانات التبغ والترويج له ورعايته على سلوك البدء في التدخين على مدى فترة تقل عن 5 سنوات.
- تناولت دراستان هذا التأثير على مدى فترة تزيد عن 10 سنوات.
- حللت 3 دراسات تأثير هذا الحظر على الإقلاع عن التدخين على مدى فترة تراوحت مدتها بين 5 و10 سنوات.
وبعد تحليل هذه البيانات، أظهرت النتائج أن حظر إعلانات التبغ والترويج له ورعايته كان مرتبطًا بانخفاض معدل انتشار التدخين بنسبة 20%، وانخفاض احتمال البدء في التدخين بنسبة 37%. ولكن لم يجد الباحثون أي علاقة بين هذا الحظر وزيادة معدلات الإقلاع عن التدخين، ربما بسبب قلة الدراسات التي تناولت هذا الجانب وارتفاع معدلات انسحاب المشاركين من هذه الدراسات.
كما كشفت النتائج أن تأثير هذا الحظر على معدلات انتشار التدخين يختلف حسب مدة الدراسة ويزداد مع مرور الوقت، فعلى مدى 5 إلى 10 سنوات، كان الانخفاض في هذه المعدلات أكبر مقارنة بالفترات الأقصر.
حظر إعلانات التبغ أداة فعالة لمكافحة التدخين وتقليل مخاطره الصحية
أوضح الباحثون أن إعلانات التبغ تزيد من وعي الناس بالسجائر وتجعلهم يتقبَّلونها بشكل أكبر، وتشكل لديهم مواقف إيجابية تجاهها، والشباب والمراهقون هم الأكثر عرضة للتأثر بهذه الإعلانات، فالتسويق للتبغ يزيد لديهم احتمال البدء في التدخين إلى أكثر من الضعف.
وأشاروا إلى أن حظر إعلانات التبغ والترويج له ورعايته قد يكون فعالًا في تقليل معدل انتشار التدخين واحتمال البدء فيه، ومن المحتمل أن يكون للحظر الشامل تأثيرات أكبر على سلوك التدخين. وتؤكد نتائج هذه الدراسة على ضرورة تطبيق الدول هذا الحظر للحد من تدخين التبغ وأضراره.