الباريسيتامول أو الأسيتامينوفين هو دواء شائع لتسكين الألم وخفض الحرارة، كما أنه من أكثر المُسكِّنات أمانًا خلال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية، ولكن ما يزال هناك بعض التأثيرات الجانبية التي قد تحدث للطفل نتيجة لذلك. في هذا السياق، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة واشنطن في الولايات المتحدة أن تناول الباراسيتامول أثناء الحمل قد يؤدي إلى حدوث تغييرات وراثية في المشيمة، وربما يزيد احتمال إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فما تفاصيل هذه الدراسة؟
تناول الباراسيتامول أثناء الحمل قد يزيد احتمال إصابة الطفل باضطرابات النمو العصبي
حلَّل الباحثون العلامات الحيوية في البلازما للتعرُّض للأسيتامينوفين (Acetaminophen) في مجموعة من 307 امرأة من أصول أفريقية أمريكية مع طفلها، ووجدوا أن تناول الباراسيتامول في الثلث الثاني من الحمل مرتبط بزيادة احتمال إصابة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 10 سنوات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD). نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Mental Health العلمية في 6 شباط/فبراير 2025.
الباراسيتامول (Paracetamol) أو الأسيتامينوفين هو أحد أكثر الأدوية المستخدمة أثناء الحمل، وتُشير الإحصاءات إلى أن 41% إلى 70% من النساء في الولايات المتحدة وأوروبا وأسيا يستخدمنَه خلال فترة حملهنَّ. وعلى الرغم من أن الهيئات التنظيمية، منها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA)، صنَّفته كدواء منخفض الخطورة، فإن هناك أدلة متزايدة تشير إلى وجود علاقة محتملة بين تناول الباراسيتامول أثناء الحمل وزيادة احتمال إصابة الأطفال باضطرابات في النمو العصبي، بما في ذلك اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه واضطراب طيف التوحد.
تناول الباراسيتامول أثناء الحمل قد يؤدي إلى حدوث تغييرات وراثية في المشيمة
استخدم الباحثون تقنية تحليل للكشف عن مستقلبات الباراسيتامول (APAP) الموجودة في عينات بلازما الأمهات في الثلث الثاني من الحمل لدراسة علاقتها بحدوث تغييرات وراثية في المشيمة وإصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
وكشفت النتائج أن مستقلبات الباراسيتامول كانت موجودة في 20.2% من عينات بلازما الأمهات، وكان الأطفال الذين تناولت أمهاتهم الباراسيتامول خلال حملهنَّ أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بمقدار 3.15 أضعاف من الأطفال الذين لم تتناول أمهاتهم الدواء.
كما أظهرت أن تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الأطفال كان مختلفًا بين الذكور والإناث، فالإناث كنَّ أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بمقدار 6.16 ضعفًا من الذكور. وهذه النتائج تتوافق مع الدراسات الوبائية السابقة التي تربط تناول الباراسيتامول أثناء الحمل بإصابة الطفل باضطرابات النمو العصبي. ولا تعني هذه النتائج أنه يجب على النساء الامتناع عن تناول مسكنات الألم أثناء فترة حملهنَّ، بل تشير إلى أهمية عدم الإفراط في استخدامها، كما هو الحال مع أي دواء آخر.
لماذا تتناول النساء الباراسيتامول أثناء الحمل؟
تلجأ العديد من النساء إلى تناول الباراسيتامول أثناء الحمل كوسيلة آمنة لتخفيف الحمّى وتسكين الآلام التي قد يعانينَ منها خلال هذه الفترة، مثل:
- آلام الرأس.
- آلام الظهر.
- آلام الأسنان.
- ارتفاع درجات الحرارة.
- آلام المفاصل والعضلات.
- التهاب الحلق ونزلات البرد.
ما هي مخاطر تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الطفل؟
أشارت العديد من الدراسات إلى أن الباراسيتامول هو الدواء الأكثر أمانًا للحوامل لتسكين الآلام، ولكن قد يكون لتناوله أثناء فترة الحمل بعض الأعراض الجانبية التي قد تحدث للطفل، بما في ذلك:
- فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- الحساسية التنفسية.
- نقص في معدل ذكاء الأطفال.
- ضعف في تكوين الجهاز التناسلي الذكري.
ما هي عوامل الخطر الأخرى التي قد تؤدي إلى إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
توجد عدة عوامل خطر قد تؤدي إلى إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، أبرزها:
- الولادة المبكرة.
- العوامل الوراثية.
- العوامل الغذائية.
- العوامل البيئية والاجتماعية.
- تدخين الأم أو تناولها المشروبات الكحولية والمخدرات أثناء الحمل.