تشير دراسة جديدة إلى أن هناك علاقة بين قلة نوم المراهقين وأمراض القلب مما قد يعرّض صحتهم للخطر، فجميعنا يحتاج للنوم، وخاصة الأطفال في مرحلة النمو، إذ يوصي خبراء الصحة بأن يحصل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً على أكثر من 8 ساعات نوم يومياً، وأن يحصل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و13 عاماً على أكثر من 9 ساعات، لكن الغالبية العظمى من الأطفال لا يحصلون على هذا القدر الكافي من النوم.
وفي دراسة أجريت على 829 مراهقاً؛ قام باحثون من كايزر بيرمانتي شمال كاليفورنيا بدراسة مدة نومهم كل ليلة، والوقت الذي يقضونه في النوم بين بداية النوم والاستيقاظ، ولم يعتمدوا فقط على البيانات التي منحهم إياها المراهقون، بل استخدموا أيضاً جهازاً محمولاً على المعصم لقياس النوم والنشاط البدني، كما قاموا بقياس نسبة الدهون في الجسم وضغط الدم والدهون ومقاوَمة الإنسولين لدى المراهقين.
قلة نوم المراهقين وأمراض القلب .. نتائج الدراسة
نظراً لنتائج تحليل البيانات كانت قلة النوم شائعة بين المراهقين، فقد حصل 2.2% فقط من المشاركين في الدراسة على قسط كاف من النوم الموصى به كل ليلة، بينما نام 31% منهم أقل من 7 ساعات، كما أن المراهقين الذين حصلوا على قسط أقل من النوم تراجعت صحة القلب لديهم وزادت لديهم دهون الجسم، وارتفع ضغط الدم وانخفضت مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، وحتى بعد أن عدَّل الباحثون مستوى النشاط البدني لدى المراهقين وعدد مرات مشاهدة التلفزيون ونوعية النظام الغذائي، ظلت قلة النوم مرتبطة بتدهور صحة القلب.
التأثيرات التي قد تسببها قلة النوم على الصحة
إضافة إلى العلاقة بين قلة نوم المراهقين وأمراض القلب تبين أن قلة النوم تؤثر أيضاً على جوانب أخرى من الصحة، وقد أشار الباحثون إلى أن مشاكل عمليات الأيض المترتبة على قلة النوم كبيرة حين يكون الجسم متأهباً لإفراز هرمونات معينة عند الاستيقاظ والنوم، ومع قلة النوم يصاب الجسم بالارتباك، فيُنتِج المزيد من المواد التي يحتاجها الجسم عندما يكون تحت الضغط والتوتر، فعلى سبيل المثال؛ ترتفع مستويات السكر في الدم مما يسبب مقاوَمة الإنسولين ويزيد احتمال الإصابة بمرض السكري.
ففي السنوات الخمس الأخيرة لاحظ الأطباء تزايداً في عدد المراهقين الذين يترددون عليهم بسبب ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وبناء على التوجيهات التي قُدّمت للمراهقين تبين أنهم يعرفون بالفعل مقدار التمارين الرياضية التي يجب عليهم ممارستها، وأهمية الامتناع عن التدخين، لكنهم لا يعرفون أهمية الحصول على القدر الكافي من النوم.
نصائح للحصول على قدر كافٍ من النوم
ساعدوا أبناءكم المراهقين للحصول على قسط كافٍ من النوم باتباع بعض النصائح التي يمكن أن تساعدهم على تنظيم أوقات النوم والحصول على نوم كافٍ ومتواصل وتحسين جودة النوم. من هذه النصائح:
- عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل 30 دقيقة من موعد النوم، ويفضل وضع الأجهزة خارج غرفة النوم، فالأجهزة المضيئة تمنع إفراز هرمون الميلاتونين المحفّز للنوم.
- تجنب تناول الكافيين بعد الساعة 3 مساءً، ومن مشروبات الكافيين القهوة والشاي ومشروبات الطاقة. يخرج معظم الكافيين من الجسم بعد حوالي 4 إلى 6 ساعات، ولكن لدى البعض يبقى فترة أطول.
- الالتزام بجدول زمني منتظم وتحديد موعد للنوم من خلال ضبط المنبه على موعد الاستعداد للنوم.