في اليوم العالمي للتوعية بمرض انحراف العمود الفقري (الجَنَف) في 26 حزيران/يونيو، شاركت الفنانة اللبنانية زينة مكي جمهورها ومتابعيها بعض تفاصيل تجربتها الشخصية المؤثِّرة مع هذا المرَض في منشور على حسابها الرسمي في تطبيق إنستغرام، وأرفقَته بمجموعة من الصور التوثيقية. وخلال الساعات الماضية، تداوَل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثِّر ظهرت فيه زينة تتحدَّث بصدق وشجاعة عن معاناتها المستمِرة مع هذا المرض والآلام المزمنة التي تُرافقها منذ سنوات. لامسَ حديثها الصادق قلوب الآلاف في العالم العربي، وأعادَ تسليط الضوء على قصة كفاح جسدي ونفسي تحوَّلت إلى رسالة أمل ومصدر إلهام وقوة. ماذا تعرف عن مرض زينة مكي وأعراضه؟
مرض زينة مكي لم يهزمها، فقد حوَّلت ألمها إلى رسالة إنسانية
كشَفَت الفنانة اللبنانية زينة مكي للمرة الأولى عن إصابتها بانحراف العمود الفقري (الجَنَف) خلال مقابلة تلفزيونية، وأشارت إلى أنها شُخِّصت بالمرض وهي في الثانية عشرة من عمرها، واضطرت لارتداء مقوّم للظهر لمدة 7 سنوات قبل أن تخضَع لاحقًا لعملية دقيقة لتثبيت أسياخ حديدية في عمودها الفقري ستلازمها مدى الحياة. ورغم قساوة التجربة، تصف زينة نفسها بالمرأة الحديدية، وتحرص كل عام على المشاركة في حملات التوعية بهذا المرض دعمًا لكل من يمرّ بتجربة مشابهة.
تحدَّثت زينة بصدق في مقابلاتها الإعلامية عن المراحل الصعبة التي مرَّت بها، وأكدت أن كل مرحلة عمرية تطلَّبت منها التكيُّف مجددًا مع الألم، فالأوجاع لم تتوقف بعد الجراحة، بل تحوَّلت إلى ألم دائم يشتد في لحظات التوتر أو الإرهاق الجسدي. ومع ذلك، ترى زينة في مرضها حافزًا منحَها القوة، وساهَم في تشكيل شخصيتها ومسارها الفني.
ما يُميّز تجربة زينة هو شجاعتها في الحديث عن حالتها علنًا، وفي كسرها حاجز الصمت حول أمراض الهيكل العظمي التي غالبًا ما يتم تجاهلها في النقاشات العامة. وقد استثمرت نجوميتها في نشر التوعية حول هذا المرض، وشاركت في حملات تُشجع على التشخيص المبكر والعلاج قبل تفاقم الحالة. وفي عالم تطغى فيه الصور المثالية، تُقدِّم زينة مكي نموذجًا حقيقيًا عن التعايش مع الألم دون فقدان الأمل أو الشغَف بالحياة.
ماذا تعرف عن مرض زينة مكي ؟
الجَنَف أو انحراف العمود الفقري (Scoliosis) هو انحناء جانبي غير طبيعي في العمود الفقري، يجعل العمود الفقري مائلًا على شكل "S" أو "C" بدلًا من أن يكون مستقيمًا كما هو في الحالة الطبيعية. تُشير تقديرات الجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب (AANS) إلى أن حوالي 80% من حالات الجَنَف تكون مجهولة السبب، وغالبًا ما يتم تشخيص الحالة خلال السنوات السبع الأولى من حياة الطفل، ولكن قد يتأخَّر ظهوره إلى ما بعد سن البلوغ. ومن أسبابه الشائعة ما يلي:
- الوراثة.
- وجود تشَوُّه خَلْقي في العمود الفقري.
- أمراض تُصيب الجهاز العصبي أو العضلي.
- عدوى جرثومية في العمود الفقري.
- تشوُّهات عصبية.
- حدوث إصابات مباشرة في العمود الفقري.
- وجود أورام خبيثة في الفقرات.
تختَلف أعراض الجنَف من شخص إلى آخر، وتعتمد على نوعه ودرجة الانحناء وعمر المريض، ومن أعراضه الشائعة:
- انحناء واضح في العمود الفقري.
- اختلاف في مستوى الكتِفَين.
- بروز أحد لوحي الكتف أكثر من الآخر.
- خط الخصر غير مستقيم.
- ارتفاع أحد الوركين عن الآخر.
- ألم مزمن في أسفل أو أعلى الظهر لدى البالغين.