المياه الغازيّة أو المياه الفوارة هي المياه التي تحتوي على ثاني أكسيد الكربون (CO2)، ويطلق عليها أكثر شيوعًا اسم المياه الغازية، ويهتم الخبراء بالفوائد الصحية المحتملة والمشاكل المرتبطة بها، وأحد مجالات الاهتمام هو العلاقة بين المياه الغازية وفقدان الوزن وكيف يمكن أن يساعد شرب المياه الغازية في إنقاص الوزن.
ناقش تقرير من مركز غسيل الكلى في مستشفى تيسيكاي لجراحة الأعصاب في اليابان نُشر في مجلة BMJ للتغذية والوقاية والصحة، كيف يمكن أن يساهم شرب المياه الغازية في إنقاص الوزن، ويشير التقرير إلى أن ثاني أكسيد الكربون الموجود في المياه الغازية يؤدي إلى زيادة تكسير الجلوكوز وزيادة امتصاص خلايا الدم الحمراء للجلوكوز، وقد يسهم ذلك في فقدان الوزن. ومع ذلك، فإن التقرير يشير إلى أن هذه التأثيرات ضئيلة، ومن غير المرجح أن يكون للمياه الغازية تأثير كبير على فقدان الوزن بمفردها، ولهذا يتطلب الأمر المزيد من الأبحاث.
شرب المياه الغازية وفقدان الوزن .. كيف يرتبطان؟
يبدأ التقرير بالإشارة إلى العلاقة بين المياه الغازية وفقدان الوزن وبعض الطرق التي قد يساعد بها شرب المياه الغازية في إنقاص الوزن، فعلى سبيل المثال، قد يؤدي شرب المياه الغازية إلى زيادة الشعور بالشبع، ويشير التقرير إلى أنه قد يؤدي أيضًا إلى خفض مستويات السكر في الدم، ولكن الآليات غير واضحة تمامًا، فقد كانت العلاقة بين نسبة السكر في الدم وشرب المياه الغازية هي المحور الرئيسي للتقرير.
ينتقل ثاني أكسيد الكربون بعد تناول المياه الغازية عبر الشعيرات الدموية في المعدة إلى مجرى الدم، وهنا تَستخدم خلايا الدم الحمراء إنزيمًا يسمى أنهيدراز الكربونيك لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى بيكربونات، وتؤدي هذه العملية لأن يصبح الجزء الداخلي من خلايا الدم الحمراء قلوياً أو أقل حمضية، وذلك يسبب إلى زيادة في تكسير الجلوكوز بواسطة خلايا الدم الحمراء لإنتاج الطاقة، وهي عملية تسمى تحلل الجلوكوز.
يُعتقد أن هذا يعزز تحلل الجلوكوز ويزيد من امتصاص خلايا الدم الحمراء للجلوكوز من الدم، ويقارن التقرير هذه العملية بعملية مماثلة لخفض نسبة السكر في الدم التي تحدث في غسيل الكلى، وهي عملية تصفية الدم، ويشير التقرير إلى ورقة بحثية سابقة نُشرت في عام 2004 ناقشت كيف يمكن أن يؤدي غسيل الكلى إلى خفض نسبة السكر في الدم، وبالتالي تظهر علاقة غير مباشرة بين المياه الغازية وفقدان الوزن من خلال تأثيرها المياه الغازية على مستوى السكر في الدم.
حدود التقرير ومواصلة البحث
تقدم هذه الورقة البحثية بشكل عام رؤى قيّمة حول العلاقة بين المياه الغازية وفقدان الوزن وكيف تساهم المياه الغازية في إنقاص الوزن والعمليات الفسيولوجية الأساسية التي قد تنطوي عليها، ومع ذلك، يستند هذا التقرير إلى بحث ومنظور مؤلِّف واحد، كما أنه يسلط الضوء على دراسة نُشرت في عام 2004، لذلك قد يكون من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث الإضافية والحديثة.
بشكل عام، يؤكد التقرير على أن البيانات تدعم فكرة أن ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى انخفاض حموضة خلايا الدم الحمراء من الداخل، مما يؤدي إلى تكسير خلايا الدم الحمراء للجلوكوز وامتصاص المزيد من الجلوكوز من الدم. ومع ذلك، قد تجد الأبحاث المستقبلية أن هذا ليس هو الحال بالضرورة، أو أن هناك عوامل إضافية تعمل على ذلك.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن تركز الأبحاث المستقبلية على التأثيرات الجانبية لشرب المياه الغازية وتأثيراتها طويلة الأمد، ولهذا تتطلب نتائج التقرير إجراء أبحاث سريرية على الأشخاص للمقارنة بين شرب المياه العادية والغازية، وإن ثبت أنها مفيدة فقد تكون عاملاً مساعداً لوضع نظام غذائي صحي.
إيجابيات وسلبيات شرب المياه الغازية
كما هو موضح في هذا التقرير، قد يكون لشرب المياه الغازية بعض الفوائد، ولكن قد يكون لها أيضًا بعض التأثيرات السلبية، علماً أنه لا توجد أدلة بعد على الفوائد المحتملة للمياه الغازية باستثناء بعض الدراسات التي أظهرت أن المياه الغازية قد تساعد في تخفيف الإمساك، بينما تشمل التأثيرات السلبية المحتملة لشرب المياه الغازية حدوث الانتفاخ والغازات.
وعموماً بالرغم من العلاقة بين المياه الغازية وفقدان الوزن فإن الفائدة المحتملة لشرب المياه الغازية لتعزيز فقدان الوزن ضئيلة للغاية، وعند مقارنته بما يحدث في غسيل الكلى، فإن جلسة غسيل الكلى تستغرق أربع ساعات، ويتم فيها استهلاك حوالي 9.5 جرامات فقط من الجلوكوز، وهذا لا يمكن مقارنته بشرب المياه الغازية التي توفر ثاني أكسيد الكربون لفترة أقصر بكثير من عملية غسيل الكلى، ولهذا فإن تأثيره على استهلاك الجلوكوز ضئيل ويكاد لا يذكر.
وبالتالي، يؤكد التقرير أن شرب المياه الغازية لا ينبغي أن يكون استراتيجية قائمة بذاتها لفقدان الوزن، وأن تناول نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة هما العنصران الأساسيان لذلك. كما ويشير أيضاً إلى أن شرب المياه الغازية يمكن أن يؤثر سلباً على الجهاز الهضمي، لذا فإن الاعتدال في تناولها أمر مهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض مؤقت في مستويات السكر في الدم، ويؤثر على قياسات السكر في الدم التي يتم أخذها أثناء تناول هذه المشروبات.
الأسئلة الشائعة
هل المياه الغازية ملائمة للشرب بشكل يومي؟
تُعد المياه الغازية آمنة بشكل عام للاستهلاك اليومي إذا كانت لا تحتوي على سكريات ومواد مضافة، وهي تقدم بديلاً جيداً للمشروبات السكرية، خاصةً لمن يتطلعون إلى تقليل تناول السكر. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الكربونات الموجودة في المياه الغازية إلى انتفاخ البطن أو عدم الراحة لدى بعض الأفراد.
هل للمياه الغازية تأثيرات جانبية؟
يمكن أن تكون المياه الغازية طريقة ممتعة لإضافة التنوع إلى شرب الماء، إذ يمكن للخيارات غير المحلاة أن تمنحك الإحساس بالكربونات الموجودة في المشروبات الغازية دون السكريات المضافة إليها عادة، ولكن لا بد من الحذر، فالإفراط في تناولها قد يؤدي إلى تأثيرات جانبية مثل غازات البطن والانتفاخ.