في قصّة مؤثِّرة تُبرز أهمية التشخيص المبكر للسرطان، كشَفت صحيفة The Sun البريطانية عن معاناة رجل بريطاني بسبب تأخر تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية أو الليمفوما. وفقًا للصحيفة، خضَع ويليام بروغان الذي يبلغ من العمر 47 عامًا لعملية جراحية لإزالة أنفه وجزءًا من وجهه بعدما أمضى أكثر من عام وهو يُعاني من آلام في الأنف وصعوبة في التنفُّس دون تشخيص واضح لحالته. تُسلِّط قصّة ويليام الضوء على مخاطر تأخر تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية وتؤكد على ضرورة الانتباه إلى الأعراض غير المعتادة وطلب الرعاية الطبية.
تأخر تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية يُكلف مريضًا أنفه وجزءًا من وجهه
بَدأت معاناة ويليام في عام 2023، عندما شعر بألم في أنفه استمر لأكثر من عام، وعلى الرغم من زياراته المتكررة للأطباء، فإنه لم يحصل على تشخيص واضح لحالته، ووصفوا له مضادات حيوية لم تُحسِّن حالته. وفي أيلول/سبتمبر 2024، أُخذت منه خزعة أولية لفحصها، ولكن النتائج لم تكن كافية أو واضحة لتأكيد أو نفي وجود مرض محدَّد.
في كانون الثاني/يناير 2025، وبعد تدهور حالته ومعاناته من صعوبة شديدة في التنفس من الأنف، أُجريت له خزعة ثانية كشَفت عن إصابته بسرطان الغدد اللمفاوية في الوجه، ولكن كان السرطان في ذلك الوقت قد انتشر من أنفه إلى فمه، ما استدعى إجراء عملية جراحية معقدة استمرت 20 ساعة لإزالة أنفه ولثته العلوية، بالإضافة إلى إجراء فحص دقيق للرقبة للتأكد من عدم وصول السرطان إليها.
حاول الفريق الطبي إعادة ترميم اللثة باستخدام أنسجة مأخوذة من أسفل زراعه، لكنها لم تنجح بسبب رفض جسمه للزَرع. وخضع بعدها لعمليتين جراحيتين إضافيتين، استغرقت الأولى 5 ساعات لإزالة أجزاء من الزَرع ومعالجة اللثة، بينما استغرقت العملية الثانية 12 ساعة لإعادة ترميم الجزء العلوي من فمه باستخدام رقعة جلدية من ذراعه ومن عضلة من خاصرته. ويخضع ويليام حاليًا للعلاج الإشعاعي الذي سيستمر لمدة 6 أسابيع، قبل أن يبدأ قريبًا في عمليات لإعادة ترميم أنفه.
ما سرطان الغدد اللمفاوية؟
الليمفوما (Lymphoma) هو نوع من أنواع السرطان الذي يُصيب الجهاز اللمفاوي، وينشأ في الخلايا المناعية من نوع اللمفاويات (Lymphocytes). تُعتبر هذه الخلايا من أهم خلايا جهاز المناعة في الجسم، فهي تحميه من العدوى والسرطان، وتحارب الفيروسات والبكتيريا والخلايا السرطانية والأجسام الغريبة التي تدخل الجسم. توجد هذه الخلايا في أماكن عدة داخل الجسم، بما في ذلك الدم، والطحال، ونخاع العظم، والغدة الزعترية (Thymus)، والعُقَد اللمفاوية (الغُدد اللمفاوية) التي توجد في أماكن مختلفة مثل الرقبة وتحت الإبط والفخذ والصدر والبطن.
يوجد نوعان رئيسيان من سرطان الغدد اللمفاوية، وينمو كل نوع منهما بمعدل مختلف، ويستجيب بطريقة مختلفة للعلاج، وهما:
- الليمفوما من نوع غير هودجكين أو ورم اللاهودجكين الليمفاوي (Non-Hodgkin Lymphoma).
- الليمفوما من نوع هودجكين أو ورم هودجكين الليمفاوي (Hodgkin Lymphoma).
ما أعراض سرطان الغدد اللمفاوية؟
قد يُسبب سرطان الغدد اللمفاوية أعراضًا متنوعة تختلف حسب نوعه وموقع الإصابة ومرحلة المرض، ومن بين الأعراض الشائعة التي قد تظهر على المرضى ما يلي:
- الحمّى.
- الحكة.
- فقدان الشهية.
- ضيق في التنفس.
- الشعور بالضعف.
- فرط التعرُّق ليلًا.
- فقدان الوزن المفاجئ.
- توَرُّم في الوجه والعنق.
- ظهور كتلة في الرقبة أو الإبط أو الفخذ.
ما أبرز مخاطر تأخر تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية ؟
قد يؤدي تأخر تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية إلى مضاعفات خطيرة، فبعض أنواعه سريعة النمو وتنتشر بسرعة في الجسم. كما أن الأنواع البطيئة الانتشار قد تُسبب مشكلات صحية خطيرة إذا لم تُكتشف وتُعالج في الوقت المناسب. من أبرز مخاطر تأخر تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية ما يلي:
- انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم.
- انخفاض فرص الشفاء الكامل.
- حدوث تلَف في الأعضاء الحيوية في الجسم.
- ضعف شديد في جهاز المناعة.
- معاناة جسدية ونفسية أكبر.