دواء للصداع النصفي يسمى أوبروجيبانت (ubrogepant) قد يكون فعالاً في منع نوبات الصداع النصفي في حال تناوله عند ظهور العلامات الأولى للصداع قبل أن تبدأ النوبة، إذ يساعد هذا الدواء الجديد مرضى الصداع النصفي على ممارسة حياتهم اليومية مع أعراض قليلة أو معدومة، وذلك وفقاً لدراسة جديدة نشرت في 28 أغسطس 2024 في مجلة Neurology المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب.
وقد ركزت الدراسة على الأشخاص الذين يعانون من نوبات الصداع النصفي ويمكنهم معرفة الأعراض التي تنذر أن النوبة على وشك الحدوث، وذلك بسبب ظهور أعراض مبكرة مثل الحساسية للضوء والصوت والتعب وألم الرقبة أو تصلبها أو الدوخة. ودواء Ubrogepant هو أحد مضادات مستقبلات الببتيد المرتبطة بجينات الكالسيتونين أو مثبط CGRP، وهو بروتين يلعب دوراً رئيسياً في حدوث الصداع النصفي.
دواء للصداع النصفي .. طوق نجاة جديد
قال مؤلف الدراسة ريتشارد بي ليبتون، دكتوراة في الطب من كلية ألبرت أينشتاين: "يعد الصداع النصفي أحد أكثر الأمراض انتشاراً في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك؛ فإن كثيرًا من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة لا يتلقون أي دواء للصداع النصفي ، لذا فإن تحسين الرعاية عند ظهور العلامات الأولى للصداع النصفي حتى قبل أن تبدأ نوبة الصداع يمكن أن تكون مفتاحاً لتحسين نتائج العلاج الجديد، والنتائج التي توصّلنا إليها مشجعة، فقد يساعد هذا الدواء الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي على أداء وظائفهم بشكل طبيعي ومواصلة يومهم.
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة 518 مشاركاً عانوا من نوبات الصداع النصفي خلال عام على الأقل، وتعرضوا لنوبتين إلى ثماني نوبات صداع نصفي شهرياً خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت الدراسة، وقد عانى جميع المشاركين بانتظام من علامات تشير إلى أن الصداع النصفي سيبدأ خلال الساعات القليلة القادمة، وقد طلب من المشاركين استخدام الدواء الجديد لمنع حدوث نوبتي صداع نصفي خلال فترة شهرين.
وقسم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين، فتلقت المجموعة الأولى علاجاً وهمياً عند ظهور العلامات الأولى لنوبة الصداع النصفي وذلك قبل نوبة الصداع الأولى، وتلقت قبل النوبة الثانية 100 ملجرام من دواء أوبروجيبانت. أما المجموعة الثانية فتلقت دواء أوبروجيبانت في النوبة الأولى، والدواء الوهمي في النوبة الثانية، وقد قام المشاركون بتقييم قدرتهم على القيام بنشاطاتهم ومهامهم اليومية بمقياس من 0 إلى 4، حيث يعني رقم 0 أن النشاط ليس محدوداً أبداً ويمكنني فعل كل شيء، والرقم 1 يعني "محدود قليلاً"، 2 يعني "محدود إلى حد ما"، 3و4 يعني "محدود للغاية".
نتائج الدراسة
وجد الباحثون أنه بعد ساعتين من تناول الدواء كان الأشخاص الذين تناولوا الدواء أكثر قدرة بنسبة 73% على ممارسة حياتهم اليومية بدون وجود إعاقات بسبب الصداع النصفي مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي، وقال لبيتون مؤلف الدراسة: "بناء على النتائج التي توصلنا إليها فإن العلاج باستخدام أوبروجيبانت قد يسمح للأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي والعلامات المبكرة لحدوث الصداع يمنع حدوث نوبات الصداع قبل حدوثها، ويمنح المصابين القدرة على ممارسة حياتهم اليومية مع القليل من الانزعاج والاضطراب وتحسين نوعية حياتهم".
وأشار ليبتون إلى أن هذه النتائج تنطبق فقط على المشاركين الذين تظهر لديهم أعراض تحذيرية مبكرة قبل حدوث نوبة الصداع النصفي، وكان أحد قيود الدراسة هو أن المشاركين سجلوا أعراضهم والأدوية التي يتم استخدامها في مذكرات إلكترونية، لذلك من المحتمل أن بعض المشاركين ربما لم يسجلوا جميع المعلومات بدقة.
تابع آخر أخبار صحتك عبر Google News
