دواء أتوجيبانت.. علاج سريع وفعّال للصداع النصفي

يؤثر الصداع النصفي أو الشقيقة على ملايين الأشخاص حول العالم، وهو من أكثر الحالات العصبية شيوعًا وإزعاجًا. وفي تطور طبي لافت، أظهرت دراسة حديثة أن دواء أتوجيبانت (Atogepant) قد يكون حلًا فعّالًا وسريع المفعول لعلاج الصداع النصفي. تمت الموافقة على أتوجيبانت مؤخرًا للوقاية من الصداع النصفي، وهو دواء يُؤخذ عن طريق الفم وينتمي إلى فئة الأدوية المضادة لمستقبلات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP). نُشرت الدراسة في مجلة علم الأعصاب (Neurology) في 23 كانون الأول/ديسمبر 2024.

دواء أتوجيبانت للصداع النصفي يُظهر نتائج سريعة ويقلل نوبات الصداع

أوضح الدكتور ريتشارد ليبتون، الباحث في الدراسة من كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك وزميل الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، أنه يوجد العديد من الأدوية الحالية للوقاية من الصداع النصفي، ولكن يتطلب الأمر وقتًا طويلًا لتحديد الجرعة المناسبة لكل شخص، وقد يستغرق العلاج أسابيع أو حتى أشهر ليُظهر فاعليته الكاملة، مما يدفع بعض المرضى للتوقف عن تناول هذه العلاجات قبل الاستفادة منها، فضلًا عن الآثار الجانبية التي يعاني منها كثيرون. لذا، فإن تطوير دواء يعمل بشكل سريع وفعّال هو أمر بالغ الأهمية.

أظهرت هذه الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا دواء أتوجيبانت كانوا أقل عرضة للإصابة بنوبة صداع نصفي منذ اليوم الأول من العلاج مقارنةً بالأشخاص التي تناولوا دواءً وهميًا. كما انخفض عدد النوبات الأسبوعية لديهم خلال الأسابيع الأربعة الأولى من العلاج، وانخفض عدد نوبات الصداع النصفي بشكل عام مقارنةً بالأشخاص التي تناولوا دواءً وهميًا.

فعالية دواء أتوجيبانت في تقليل نوبات الصداع النصفي تَظهر من اليوم الأول

شملت الدراسة بيانات من 3 تجارب سريرية حول سلامة دواء أتوجيبانت وفعاليته على مدى 12 أسبوعًا، وهدف الباحثون إلى تقييم مدى سرعة ظهور التأثير الإيجابي للدواء على مرضى الصداع النصفي العارض والمزمن، وكانت التجارب كالآتي:

• تجربة ADVANCE: شملت 436 شخصًا يعانون من الصداع النصفي العارض (Episodic Migraine)، تناول 222 شخصًا منهم دواء أتوجيبانت بينما تناول 214 منهم دواءً وهميًا.
• تجربة ELEVATE: شملت 305 أشخاص يعانون من الصداع النصفي العارض ولم يستجيبوا سابقًا بشكل جيد للعلاجات الوقائية الفموية الأخرى، وتناول 151 شخصًا منهم دواء أتوجيبانت بينما تناول 154 منهم دواءً وهميًا.
• تجربة PROGRESS: شملت 502 مِمّن يعانون من الصداع النصفي المزمن (Chronic Migraine)، وتناول 256 شخصًا منهم دواء أتوجيبانت بينما تناول 246 منهم دواءً وهميًا.

يعاني الأشخاص المصابون بالصداع النصفي العارض من نوبات صداع متكررة في حوالي 14 يومًا شهريًا، بينما يعاني الأشخاص المصابون بالصداع النصفي المزمن من الصداع في 15 يومًا على الأقل شهريًا، بالإضافة إلى نوبات صداع متكررة في 8 أيام على الأقل. وكانت النتائج في اليوم الأول من الدراسة كالآتي:

• تجربة ADVANCE: عانى 12% من المرضى الذين تناولوا دواء أتوجيبانت و25% من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي من نوبة صداع نصفي.
• تجربة ELEVATE: عانى 15% من المرضى الذين تناولوا دواء أتوجيبانت و26% من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي من نوبة صداع نصفي.
• تجربة PROGRESS: عانى 51% من المرضى الذين تناولوا دواء أتوجيبانت و61% من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي من نوبة صداع نصفي.

وبعد تعديل العوامل الأخرى التي قد تؤثر على الإصابة بنوبة صداع نصفي، أظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا دواء أتوجيبانت كانوا أقل عرضة للإصابة بنوبة صداع نصفي بنسبة 61% في التجربة الأولى، وبنسبة 47% في التجربة الثانية، وبنسبة 37% في التجربة الثالثة. وأما على المدى الطويل، فقد أظهرت النتائج:

• في التجربة الأولى والثانية: انخفض عدد الأيام التي عانى فيها المرضى الذين تناولوا دواء أتوجيبانت من نوبات صداع نصفي بمعدل يوم واحد في الأسبوع مقابل أقل من يوم لدى المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي.
• في التجربة الثالثة: انخفض عدد الأيام التي عانى فيها المرضى الذين تناولوا دواء أتوجيبانت من نوبات صداع نصفي بمعدل 1.5 يوم في الأسبوع مقابل يوم واحد لدى المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي.

اقرأ أيضاً

افعل ولا تفعل مع الصداع النصفي

دواء أتوجيبانت يساعد مرضى الصداع النصفي على تحسين جودة حياتهم

أظهرت الدراسة أن المرضى الذين تناولوا دواء أتوجيبانت قد شهدوا تحسنًا ملحوظًا في تقييمات مدى تأثير الصداع النصفي على أنشطتهم وجودة حياتهم بشكل عام مقارنة بالمرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي. وأكد الدكتور ليبتون على أهمية توفير دواء فعّال وسريع المفعول لعلاج الصداع النصفي، فهو ثاني سبب رئيسي للإعاقة في العالم، والأول لدى النساء الشابات، وغالبًا ما يؤثر بشكل سلبي على العلاقات الشخصية، والمسؤوليات الأسرية، والحياة المهنية، والوضع المالي. تجدر الإشارة إلى أن معظم المشاركين في الدراسة كانوا من الإناث ومن ذوي البشرة البيضاء، ممّا يعني أن النتائج قد لا تنطبق على جميع الفئات السكانية.