- رد
خلال دراسة العلاقة بين الفيتامين د وكسور الكبار تبين أنه على الرغم من أن مكملات الفيتامين (د) مع الكالسيوم أو بدونه ضرورية للصحة العامة، فإنه ليس لها أي تأثير على الوقاية من السقوط أو الكسور لدى كبار السن، وذلك وفقًا لمسودة توصية جديدة من فريق عمل الخدمات الوقائية الأمريكية، وذلك بعد أن تم إجراء تقييم 20 دراسة تحليلية.
دراسة العلاقة بين الفيتامين د وكسور الكبار
من خلال تحليل 20 دراسة عشوائية منضبطة فريدة من نوعها في 54 منشورًا مختلفًا، قرر المراجعون أن تناول مكملات الفيتامين (د) الإضافية للنساء بعد سن اليأس والرجال الأكبر سنًا -بالنظر إلى أن هؤلاء الأشخاص لديهم مستويات الفيتامين (د) طبيعية ولا يعانون من كسور سابقة ولا مشاكل في كثافة العظام- لم يكن ضروريًا ولم يكن له أي تأثير على شدة الإصابات الناجمة عن السقوط.
وكانت هذه النتيجة تحديثًا لتوصية صدرت في عام 2018 بأن النساء بعد انقطاع الطمث يجب أن يتناولن مكملات غذائية تحتوي على 400 وحدة أو أقل من الفيتامين (د) و1000 ملليغرام أو أقل من الكالسيوم للوقاية الأولية من الكسور، ولم يتم تضمين الرجال في تلك التوصية.
ما فائدة الفيتامين د؟
الفيتامين د ضروري للعظام والأسنان والجهاز المناعي وصحة الدماغ وتنظيم الالتهابات، ويُنتج الجسم الفيتامين د عند التعرض لأشعة الشمس في الصباح وقبيل الغروب. كما يمكن لبعض الأطعمة والمكملات الغذائية أن تزيد من تناول الفيتامين د. وعلى الرغم من اسمه، فإن الفيتامين د ليس فيتاميناً حقيقياً بل هو هرمون أو طليعة هرمون.
وقد يدعم تناول كمية كافية من الفيتامين د وظيفة المناعة، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. ويعتقد الباحثون أن هناك صلة بين نقص الفيتامين (د) على المدى الطويل وتطور أمراض المناعة الذاتية، مثل داء السكري من النوع الأول والتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الصلة.
ويمكن أن يساهم نقص التعرض لأشعة الشمس والشيخوخة وارتفاع مستويات الدهون في الجسم في حدوث نقص الفيتامين (د)، مما قد يؤدي إلى هشاشة العظام وآلام العظام والمفاصل وضعف العضلات. وفيما يخص العلاقة بين الفيتامين د وكسور الكبار ، هذه كلها عوامل مرتبطة بالسقوط والكسور لدى كبار السن.
ما هي توصيات الأطباء لتناول الفيتامين د؟
العلاقة بين الفيتامين د وكسور الكبار هو موضوع دائم التغير، إذ تتغير الإرشادات المتعلقة بالاختبار والمكملات الغذائية، وتقدم مجموعات مختلفة وتوصيات مختلفة اعتمادًا على البيانات الحالية والبيانات التي يتم أخذها في الاعتبار. وكان الفيتامين (د) يعتبر في السابق دواءً شافيًا لمجموعة متنوعة من الأمراض، ولكن الآن يعتبره البعض غير مهم. ولم تُظهر العديد من الدراسات الحديثة والكبيرة التي أُجريت مؤخرًا أي فوائد له أو لتناول مكملات الفيتامين د في الحد من خطر الإصابة بالكسور أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو الوقاية من السرطان أو الوفاة.
واقترح بعض الخبراء أنه يمكن الحصول على الفيتامين (د) بأمان عن طريق التعرض لأشعة الشمس، وهي توصية اعتُبرت مثيرة للجدل بسبب احتمال زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. واقترح خبراء آخرون أنه ربما يسبب التعرض لأشعة الشمس في الهواء الطلق تحسين النتائج الصحية بشكل مستقل عن زيادة الفيتامين د. وغني عن القول إن هذه الموازنة الدقيقة بين الفوائد والمخاطر يصعب تقديرها حتى على الخبراء، ناهيك عن الشخص العادي، وربما يجب إعادة النظر فيها.
هل يتوجب عليّ الحصول على مكملات الفيتامين د؟
يقول العلماء إن كثيرًا من الناس لا يحتاجون إلى تناول مكملات إضافية من الفيتامين (د) بشكل عام، لكنهم أيدوا النتائج الجديدة التي توصلت إليها الدراسة، والتي أشارت إلى أن تناول مكملات الفيتامين د لا يقضي على الخطر الذي يتعرض له كبار السن من السقوط. وأكدت على أنه يجب أخذ سياق الصحة العامة للشخص في الاعتبار عند النظر في الحاجة إلى مكملات الفيتامين (د). ولا يعني هذا أن نستنتج أن المرضى لا يحتاجون إلى تناول الفيتامين د، ولكن الأصح أن المرضى الذين لديهم كميات كافية من هذا الفيتامين لن يقلل تناول مكملات إضافية من خطر إصابتهم بالكسور.
نصيحة من موقع صحتك
تتطلب مسألة تناول مكملات الفيتامين د استشارة طبيبك للنظر في جميع الفوائد والمخاطر المحتملة في سياق حالتك الصحية الشخصية، ويشمل ذلك تعديل النظام الغذائي لتناول كمية كافية من الكالسيوم، وممارسة الرياضة، وتطبيق إجراءات الوقاية من السقوط، والعوامل الوراثية التي قد تؤثر على خطر الإصابة بحصيات الكلى. لذا، لا يمكن تقديم توصية عامة بتناول مكملات الفيتامين د إلا من خلال التقييم الشامل لحالتك الصحية العامة.