انتشرت على تيك توك في الآونة الأخيرة مقاطع الفيديو لمؤثرين يروجوِّن لحمض الهيبوكلوروس كمكوِّن سحري للعديد من المشاكلات الجلدية، ورغم أن هذه الضجة تبدو حديثة، فإن استخدام حمض الهيبوكلوروس ليس جديدًا في المجال الطبي. وفي العام الماضي، ارتفعت معدلات البحث عن حمض الهيبوكلوروس بشكل غير مسبوق، ما دفع العديد من العلامات التجارية وشركات مستحضرات التجميل إلى طرح منتجات تحتوي على هذا المركّب وتروج لها على أنها فعّالة في علاج حَبّ الشباب والأكزيما والوردية وغيرها من المشكلات الجلدية.
ما هو حمض الهيبوكلوروس؟
حمض الهيبوكلوروس (Hypochlorous Acid) هو حمض ضعيف يتشكل عندما يذوب الكلور في الماء، ويُستخدم عادةً على شكل بخاخ أو رذاذ، ولكنه متوفر أيضًا بشكل كريمات وأمصال (سيرومات)، وقد يكون مفيدًا لبعض الحالات الجلدية. وعلى الرغم من أن انتشاره مؤخرًا يعود إلى ترويجه على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن استخدامه في العناية بالبشرة ليس جديدًا، إذا تم إدخاله إلى هذا المجال منذ ما لا يقل عن 10 أو 15 عامًا، بينما يعرفه العلماء والأطباء منذ فترة أطول بكثير، فهو معروف منذ زمن طويل بخصائصه المضادة للميكروبات، وقد استُخدم منذ القرن التاسع عشر في تطهير الجروح وتعقيم الأدوات.
حمض الهيبوكلوروس.. مطهّر فعّال وآمن للبشرة الحساسة
قالت الدكتورة شيلبي خيتاربال، طبيبة الأمراض الجلدية في كليفلاند كلينك بأمريكا أن عيادتها تَستخدم حمض الهيبوكلوروس لتحضير بشرة المرضى قبل إعطائهم الحقن. وأشارت إلى أنه غير مهيِّج للبشرة كالمواد الأخرى المضادة للميكروبات، ويمكن استخدامه على البشرة الحساسة، وعلى عكس الكحول الذي يسبب شعورًا بالحرق عند ملامسته للجروح، فإن حمض الهيبوكلوروس لا يفعل ذلك.
وأضافت: "يُستخدم حمض الهيبوكلوروس كمضاد للميكروبات عبر رشِّه مباشرة على الجلد أو من خلال نقع الشاش به للقضاء على البكتيريا الضارة وتعزيز التئام الجروح وتقليل خطر الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية. كما أنه ألطف على الجلد، ممّا يجعله سهل التحمُّل".
كيف يواجه حمض الهيبوكلوروس البكتيريا الجلدية المسببة للأمراض والعدوى؟
من الجدير بالذكر أن حمض الهيبوكلوروس فعّال في استهداف البكتيريا الإيجابية لصبغة الغرام (Gram-positive bacteria) مثل المكورات العقدية والمكورات العنقودية، وكذلك البكتيريا السالبة لصبغة الغرام (Gram-negative bacteria) مثل البكتيريا الزائفة والإشريكية القولونية. وأوضحت الدكتورة خيتاربال أن الكحول فعّال بشكل جيد في استهداف البكتيريا الإيجابية لصبغة الغرام، ولكنه أقل فاعلية في جيد في استهداف البكتيريا السالبة لصبغة الجرام.
كما أن استخدامه يمكن أن يقلل من عدد البكتيريا التي تُسبِّب حَبّ الشباب والأكزيما ومضاعفات الصدفية. ويمكن لرش القليل من رذاذه بعد ممارسة التمارين الرياضية التي تؤدي إلى التعرُّق أن يقلل من نمو البكتيريا الضارة التي تنمو في البيئة الرطبة والدافئة.
هل يمكن استخدام حمض الهيبوكلوروس في برنامج العناية بالبشرة؟
فيما يتعلق باستخدامه في برنامج العناية بالبشرة، أوضح الدكتور رامان مادان، طبيب الأمراض الجلدية في مستشفى غلين كلوف في نيويورك بالولايات المتحدة، أن حمض الهيبوكلوروس يُعطِّل العوامل المسببة، ويتميز بخصائصه المؤكسِدة، فهو عامل مؤكسِد، ممّا يساعد على قتل البكتيريا والفيروسات على البشرة. وعند استخدامه كمضاد للميكروبات، فإنه يُهدِّئ البشرة المتهيِّجة أو الملتهبة. وأشار إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حالات جلدية التهابية، مثل حَبّ الشباب أو الوردية (العدّ الوردي)، هم الأكثر استفادة من إدخال حمض الهيبوكلوروس في برنامجهم للعناية بالبشرة.
ومع ذلك، أكدت الدكتورة خيتاربال أن حمض الهيبوكلوروس ليس علاجًا شافيًا لكل هذه الحالات، ولكن يمكن أن يكون جزءًا من برنامج العناية بالبشرة. وحذَّر الدكتور مادان والدكتورة خيتاربال من الإفراط في استخدامه، فرغم فوائده لا ينبغي استخدامه أكثر من بضع مرات في اليوم، لأن ذلك قد يؤدي إلى إتلاف البكتيريا المفيدة الموجودة على البشرة.
