أظهرت دراسة أجريت في السويد أن تناول الكثير من الأسماك قد يبطئ مرض التصلب المتعدد ويرتبط بانخفاض تطور الإعاقة، وتتضمن الدراسة الأسماك الدهنية والخالية من الدهون، وقد كتب الباحثون في مجلة علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي أن النتائج ظلت ثابتة برغم تغير العوامل وأسلوب الحياة، وقد كانت التأثيرات أكثر وضوحاً بين المرضى الذين حافظوا على استهلاك ثابت للأسماك بمرور الوقت. ويعد التصلب المتعدد مرضًا مزمنًا، ويتطور ويسبب مضاعفات بمرور الوقت، ويتأثر تطور المرض بعوامل الحياة مثل النظام الغذائي، لذا فإن العلاجات المعدلة للمرض ضرورية.
تناول الكثير من الأسماك قد يبطئ مرض التصلب المتعدد
تشير الدراسة إلى أن تناول الكثير من الأسماك قد يبطئ مرض التصلب المتعدد ويرتبط بانخفاض تطور الإعاقة المرتبطة بهذا المرض، مما يزيد الأدلة على أن الغذاء يمكن أن يؤثر على آثار المرض طويلة الأمد، وهذا يؤكد على أن فهم نمط الحياة القابل للتغيير يعتبر ضروريًا لأنه يقدم استراتيجيات لإدارة المرض بشكل أكثر فعالية إلى جانب العلاجات الطبية.
وتستند الدراسة إلى أبحاث سابقة ارتبطت باتباع نظام غذائي صحي يتضمن استهلاك الكثير من الأسماك، والذي عمل على تقليل تطور الإعاقة لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد، ومع ذلك؛ نحن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج وفهم كيفية تعامل الجسم لظهور هذه النتائج، ويجب أخذ عوامل أخرى بعين الاعتبار مثل الخيارات الغذائية الأخرى والوضع الاجتماعي والاقتصادي.
تفاصيل الدراسة والمشاركين
اشترك في هذه الدراسة ما يقارب 2719 شخصاً، وجميعهم مصابون بحالات تصلب متعدد، وتم انضمام المشاركين إلى التجربة ما بين عامي 2005 إلى 2015، وتم متابعتهم لمدة تصل إلى 15 عاماً بعد تشخيصهم بالتصلب المتعدد، وقد فُحصوا كل ستة أشهر على الأقل، وقد سُئل المشاركون عن متوسط استهلاكهم للأسماك الخالية من الدهون والأسماك الدهنية.
عُرِّفت أنواع الأسماك الزيتية (الدهنية) بأنها الأنواع التي تحتوي على نسبة دهون أعلى من 3% مثل الرنجة والماكريل والتونة والسلمون والسلمون المرقط، بينما الأسماك الخالية من الدهون تحتوي على نسبة دهون أقل من 3% مثل سمك القد والبولوك والحدوق والنازلي والجثم، وبناء على ذلك؛ كانت النتائج إيجابية وأكثر وضوحاً لدى مرضى التصلب المتعدد الذين حافظوا على استهلاك ثابت للأسماك خلال فترة المتابعة.
وقد أشار الباحثون بأن نتائج هذه الدراسة واعدة، إلا أنها دراسة مراقبة، ولا يمكن توضيح وتفسير أسباب هذا التأثير بعد، ومع ذلك فإن النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة الواعدة تشجع مرضى التصلب المتعدد على تضمين الأسماك كجزء من نظام غذائي متوازن ومضاد للالتهابات، وقد يكون استراتيجية بسيطة وعملية لدعم صحة مرضى التصلب على المدى الطويل.