أجرى باحثون من جامعة هونغ كونغ في الصين دراسة واسعة النطاق لاستكشاف الفوائد الصحية المحتملة للعضلات القوية في الوقاية من داء السكري من النوع الثاني، وكشفت أن تقوية العضلات تقلل من احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تزيد عن 40%، وذلك بغضّ النظر عن الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض. وتؤكّد هذه النتائج على أهمية الحفاظ على قوة العضلات أو تعزيزها كإستراتيجية أساسية للوقاية من هذا المرض. نُشرت الدراسة في مجلة BMC Medicine العلمية في 21 شباط/فبراير 2025.
تقوية العضلات تقلل من احتمال الإصابة بالسكري وبعض الأمراض القلبية الأيضية
داء السكري من النوع الثاني (T2D) هو أحد الاضطرابات الاستقلابية المزمنة شيوعًا، ويرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض المضاعفات الصحية، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم وتَضيُّق الأوعية الدموية. ويتميَّز هذا المرض بارتفاع مستويات السكر في الدم (فرط سكر الدم) بسبب مقاومة الجسم للإنسولين وضعف إنتاجه.
يُصيب داء السكري من النوع الثاني حوالي 10% من الأشخاص حول العالم، ما يجعل الوقاية منه قضية صحة عامة ذات أولوية عالمية. ويحدث هذا المرض نتيجة للصفات الوراثية غير القابلة للتعديل، بالإضافة إلى عوامل نمط الحياة التي يمكن تغييرها.
تُعد القوة العضلية جانبًا مهمًا من اللياقة العضلية، فهي مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بمختلف الأمراض القلبية الأيضية، ومن بينها مرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، ما يزال من غير الواضح ما إذا كان يمكن اعتبار تعزيز القوة العضلية (تقوية العضلات) كاستراتيجية فعّالة للوقاية من داء السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالمرض.
تقوية العضلات تقلل من احتمال الإصابة بالسكري بغضّ النظر عن الاستعداد الوراثي
استخدَم الباحثون بيانات 141848 شخصًا من غير مصابين بمرض السكري من النوع الثاني في بداية الدراسة، وتم تقييم القوة العضلية من خلال اختبار قوة قبضة اليد، كما تم تقدير الخطر الوراثي للإصابة بالسكري بالاعتماد على 138 متغيرًا جينيًا مرتبطًا بالمرض.
خلال فترة المتابعة التي استمرت لأكثر من 7 سنوات، أُصيب 4743 شخصًا بداء السكري من النوع الثاني. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمتلكون قوة عضلية عالية كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 44% مقارنة بمن يمتلكون قوة عضلية منخفضة، وذلك حتى بعد مراعاة المخاطر الوراثية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وعوامل الخطر الأخرى.
كما أظهرت أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع للإصابة بالسكري ويتمتعون بقوة عضلية عالية، كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض مقارنةً بمن لديهم استعداد وراثي منخفض أو متوسط وقوة عضلية منخفضة. ويُشير ذلك إلى أن القوة العضلية ربما تؤدي دورًا في تعديل تأثير الاستعداد الوراثي للإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
بين العامل الوراثي ونمط الحياة.. تقوية العضلات تقلل من احتمال الإصابة بالسكري
أشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تربط بين القوة العضلية والاستعداد الوراثي للإصابة بالسكري من النوع الثاني وخطر الإصابة به. وتُظهر نتائجها أن الحفاظ على القوة العضلية أو تعزيزها قد يكون وسيلة فعّالة للوقاية من هذا المرض، خاصة للبالغين في منتصف العمر وكبار السن، وذلك بغضّ النظر عن استعدادهم الوراثي للإصابة به. كما تدعم هذه النتائج التوصيات الصحية العالمية التي تدعو البالغين إلى ممارسة التمارين الرياضية التي تُقوّي العضلات لمدة يومين على الأقل في الأسبوع بهدف الوقاية من الأمراض.
أعراض السكري من النوع الثاني
غالبًا ما تتطور أعراض داء السكري من النوع الثاني تدريجيًا، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- زيادة العطش.
- كثرة التبوُّل.
- الجوع المفرط.
- فقدان الوزن.
- التهابات متكررة.
- الشعور بالتعب الشديد.
- الإرهاق.
- عدم وضوح الرؤية.
- بطء التئام الجروح.
- اسمرار في مناطق من الجلد.
- تنميل أو وخز في اليدين والقدمين.