صحــــتك

تعمق المجاعة في السودان بسبب النزاع

تعمق المجاعة في السودان بسبب النزاع

انتشر في الأيام القليلة الماضية خبر لجوء السودانيين إلى تناول قشور الفول السوداني المخلوطة بالزيت والتي كانت تُستخدم لإطعام الحيوانات في السابق، وهذا يشير إلى مدى انتشار الجوع في السودان، وبهذا تكون هذه المجاعة الطويلة المكان الوحيد في العالم الذي يعاني من هذا المستوى من الجوع، حيث تأكد وجود المجاعة في السودان لأول مرة في أغسطس/آب في مخيم زمزم في شمال دارفور، وانتشرت منذ ذلك الحين إلى أربع مناطق أخرى، ومن المتوقع حدوثها في خمس مناطق أخرى في شمال دارفور في الفترة ما بين ديسمبر/كانون الأول ومايو/أيار 2025.

مدى انتشار المجاعة في السودان

يعاني ما مجموعه 24.6 مليون شخص – أي حوالي نصف مواطني السودان – من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يواجه 638,000 شخص من مستويات كارثية من الجوع، وهو أعلى مستوى في العالم. يواجه في السودان أكثر من طفل واحد من كل 3 أطفال من سوء التغذية الحاد، وهو رقم أعلى من عتبة الـ 20 في المائة التي تؤكد حدوث المجاعة، كما يواجه السودان أيضاً أسوأ أزمة نزوح في العالم، حيث أجبر أكثر من 11 مليون شخص على النزوح من منازلهم بسبب النزاع العسكري.

وفقًا لأحدث تحليل أجراه التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، فإن المجاعة في السودان معرضة لخطر التطور في 17 منطقة أخرى بين فبراير/شباط ومايو/أيار 2025، عندما يبدأ موسم الجفاف، ويكون من الصعب على السكان الحصول على الغذاء.

لِم حدثت المجاعة في السودان ؟

كانت علامات احتمال أن يؤدي النزاع إلى انهيار الأنظمة الأساسية التي تقدّم الغذاء والمساعدات والرعاية الصحية للشعب السوداني واضحة منذ الأيام الأولى من الصراع، ففي اليوم التالي لاندلاع النزاع في أبريل/نيسان 2023، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تعليق أنشطة الإغاثة بعد مقتل ثلاثة من عمال الإغاثة التابعين له. وفي اليوم التالي، أُجبر مستشفيان في العاصمة السودانية الخرطوم على الإغلاق المؤقت بسبب الأضرار التي لحقت بهما جراء القصف، وبعد ذلك بأسبوع، احترق أحد أكبر مصانع الخبز والدقيق في البلاد بسبب القصف، وأدى الفشل في وقف مثل هذه الحوادث إلى حدوث المجاعة في السودان. 

تعطل نظام إنتاج الغذاء وتجهيزه وتوزيعه في أجزاء من البلاد ودُمر في أجزاء أخرى من البلاد، حيث كانت مثلاً ولاية الجزيرة تُنتج نصف محصول القمح في السودان، وكانت تستضيف أحد أكبر مشاريع الري في العالم قبل بدء النزاع، ولكن تعرضت المعدات الغذائية والزراعية للنهب واحتلال مصانع الأغذية وحرق المحاصيل بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة ودّ مدني، عاصمة الجزيرة، في ديسمبر 2023. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعرضت الأسواق في السودان للقصف بالأسلحة المتفجرة أكثر من 100 مرة منذ بدء القتال.

كان التأثير على سلسلة الإمدادات الغذائية في السودان شديدًا. فقد انخفض إنتاج الغذاء بشكل كبير حيث تواجه الأسواق المتضررة صعوبة أكبر في الحصول على الإمدادات الضرورية مثل البذور والزيت والوقود، كما خلَق القتال تحديات أمام زراعة المحاصيل وحصادها بأمان. أما بالنسبة للأغذية المنتَجة، فقد أدى تدمير المصانع وانعدام الأمن على طول طرق النقل الرئيسية إلى تقويض عمليات التجهيز والتوزيع، وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن يكون المدنيون الذين عانوا من العنف في الأسواق أو قتل الأصدقاء أو أفراد الأسرة قد فقدوا الثقة في إمكانية شراء المواد الغذائية وغيرها من المواد الأساسية بأمان.

الجهود الرامية لحل مشكلة المجاعة في السودان

لمكافحة المجاعة في السودان دعَم برنامج الأغذية العالمي أكثر من 11 مليون شخص بحزم غذائية طارئة ومساعدات نقدية ووجبات ساخنة ومكملات غذائية متخصصة منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، وفي أواخر عام 2024، ومع جفاف الطرقات في أعقاب موسم الأمطار، أَطلق برنامج الأغذية العالمي زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية للمناطق التي يصعب الوصول إليها، وأخيراً تلقت المجتمعات التي كانت مقطوعة تماماً عن الدعم منذ بداية النزاع بعض المساعدات الغذائية، ومع ذلك، لا يزال الوصول إليها يشكل عقبة رئيسية، وقد استَخدم برنامج الأغذية العالمي أشكالاً بديلة للمساعدات مثل المساعدات القائمة على القسائم، والتحويلات المالية عبر الهاتف المحمول، والعمل من خلال المطابخ المجتمعية في الخرطوم لتوفير وجبات ساخنة، وساهَم هذا بمضاعفة عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات شهرية إلى أكثر من مليوني شخص، ومع ذلك، فإن المناطق التي تعاني من المجاعة وتلك المعرضة لخطر المجاعة تتركّز في المناطق التي تشتد فيها المعارك، مما يجعل الوصول إليها خطيراً ولا يمكن التنبؤ به، ولهذا وبالرغم من هذه الجهود وجهود العديد من المنظمات الأخرى فإن خطر المجاعة في السودان لا يزال يتعمق.

آخر تعديل بتاريخ
25 فبراير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.