صحــــتك

تعدد اللغات لدى الأطفال المصابين بالتوحد يحسِّن مهاراتهم المعرفية

إعداد وتحرير
تعدد اللغات لدى الأطفال المصابين بالتوحد يحسِّن مهاراتهم المعرفية

اضطراب طيف التوحد (ASD) هو مجموعة من اضطرابات النمو العصبي التي تؤثر على التواصل والسلوك والتفاعل الاجتماعي والقدرات المعرفية لدى الأطفال. أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى أن التحدث بأكثر من لغة يعود بفوائد معرفية على الأطفال، ولكن يعتقد البعض أن ذلك قد يكون عبئًا إضافيًا على الأطفال المصابين بالتوحد، ويشكل عائقًا أمام تطورهم. في هذا السياق، كشفت دراسة جديدة أن تعدد اللغات لدى الأطفال المصابين بالتوحد قد يكون مفتاحًا لتحسين مهاراتهم المعرفية. نُشرت الدراسة في مجلة أبحاث التوحد العلمية (Autism Research) في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

ما هو تأثير تعدد اللغات لدى الأطفال المصابين بالتوحد على مهاراتهم المعرفية؟

أجرى باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس للعلوم الصحية (UCLA Health) وجامعة ميامي (University of Miami) في الولايات المتحدة دراسة حول تأثير تعدد اللغات لدى الأطفال المصابين بالتوحد على وظائفهم التنفيذية والأعراض الأساسية للتوحد عندهم، ووجدوا أن تعدد اللغات يُحسِّن قدراتهم المعرفية العامة وقدرتهم على التحكم بأفكارهم وسلوكياتهم اليومية ويقلل من بعض أعراض المرض.

كما وجد الباحثون أن الأطفال، سواء كانوا مصابين بمرض التوحد أم لا، والذين ينتمون لعائلات متعددة اللغات يتمتعون بقدرات تنفيذية أقوى بشكل عام، بما في ذلك القدرة على التركيز وفهم وجهات نظر الآخرين والتواصل معهم، بالإضافة إلى سلوكيات تكرارية أقل مقارنةً بالأطفال الذين ينتمون لعائلات يتحدثون لغة واحدة فقط.

وأشارت الدكتورة لوسينا أودين، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة الطب النفسي وعلوم السلوك الحيوي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومديرة مختبر الاتصال العصبي والإدراك في الجامعة، إلى أن النتائج قد أظهرت أن التحدث بعدة لغات، سواء للمصابين بالتوحد أم لا، يرتبط بتحسن مهارات الكبح والمرونة أو تعدد المهام، وكذلك القدرة على فهم وتقدير وجهات نظر الآخرين.

 

فوائد تعدد اللغات لدى الأطفال المصابين بالتوحد تتجاوز التواصل

شملت الدراسة أكثر من 100 طفل من المصابين بمرض التوحد وغير المصابين به تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عامًا من عائلات أحادية اللغة وعائلات متعددة اللغات. وكانت معظم العائلات المتعددة اللغات تتحدث الإسبانية والإنجليزية في المنزل. طُلب من الأهل تقييم مهارات الوظائف التنفيذية لأطفالهم، والتي غالبًا ما تتأثر باضطراب طيف التوحد، وشملت القدرات المعرفية التي تم تقييمها:

  • مهارة الكبح (Inhibition): القدرة على التحكم في النفس ومنعها من القيام بشيء ما غير ذي صلة، وتجاهل المشتتات الذهنية.
  • مهارة الذاكرة العاملة (Working Memory): القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة واستخدامها لإنجاز مهمة ما، مثل تذكر أرقام الهواتف.
  • مهارة المرونة أو تبديل المهام (Shifting): القدرة على التنقل بمرونة بين مهمتين مختلفتين أو أكثر، مثل اللعب بالألعاب ثم ترتيبها.

كما طُلب من الأهل تقييم بعض القدرات الأساسية الأخرى التي تتأثر بمرض التوحد، مثل القدرة على فهم وجهات النظر المختلفة، والتواصل الاجتماعي، والسلوكيات المتكررة. وأظهرت النتائج أن التعدد اللغوي يرتبط بتحسن مهارات الكبح وتبديل المهام، وفهم وجهات النظر المختلفة لدى الأطفال المصابين بالتوحد ولدى غير المصابين به.

أوضحت الدكتورة أودين أنه عندما يستخدم الشخص لغتين بالتناوب، فإن عليه كبح إحداهما حتى يتمكن من استخدام اللغة الأخرى، أي أن معرفة لغتين أو أكثر قد تعزز مهارة الكبح. كما أظهرت النتائج أن التحدث بلغات متعددة له تأثير إيجابي على بعض الأعراض الأساسية لمرض التوحد، مما يؤدي إلى تحسين التواصل، وتقليل السلوكيات التكرارية، وتحسين مهارة فهم وجهات نظر الآخرين.

 

 

تعدد اللغات لدى الأطفال المصابين بالتوحد.. بين مخاوف الأهل والفوائد العلمية

أشارت الدكتورة أودين إلى أن بعض الأهل قد يشعرون بالقلق من أن التحدث بأكثر من لغة قد يسهم في تأخر تطور اللغة لدى أطفالهم المصابين بالتوحد، ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية المتوفرة حتى الآن تشير إلى عدم وجود أي تأثيرات سلبية على هؤلاء الأطفال، بل تؤكد على فوائده المحتملة على المدى الطويل. وأضافت: "النتيجة الرئيسية التي توصلنا إليها هي أنه لا يوجد أي تأثيرات سلبية للتحدث بأكثر من لغة في المنزل، بل على العكس تمامًا، من المفيد جدًا الاحتفاء بكل اللغات التي ترتبط بثقافتك".

وبناءً على هذه النتائج، تعمل الدكتورة أودين حاليًا على معالجة قيود الدراسة وتوسيع نطاقها لتشمل 150 طفلًا مصابًا باضطراب طيف التوحد وإجراء المزيد من اختبارات الوظائف التنفيذية واللغوية، بالإضافة إلى استخدام تقنيات تصوير الدماغ لتحليل التأثيرات بشكل أدق.

آخر تعديل بتاريخ
06 فبراير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.