يُعد السكري من النوع الثاني مرضًا شائعًا قد يساهم في تطور مجموعة من المضاعفات، منها مشكلات الرؤية وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب. فهل يمكن تأخير الإصابة بمرض السكري إذا كنت ممن تم تشخيص إصابتهم بمقدمات السكري؟
يركز العديد من الباحثين في دراستهم لمرض السكري من النوع الثاني حول اكتشاف طرق للحد من المشكلات التي قد يسببها. ألقت دراسة حديثة أجريت في مستشفى الصداقة الصيني الياباني نظرة على تأخير الإصابة بمرض السكري لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بحالة تُعرف بمقدمات السكري.
ما هي مقدمات السكري؟
تُمثل هذه حالةً ترتفع فيها مستويات السكر في الدم، ولكنها تبقى تحت الحد الذي يُشخص به السكري، وتُعرف هذه الحالة أيضاً بمقاوَمة الإنسولين. يمكن للمصابين بمقدمات السكري القيام ببعض التغييرات على نمط حياتهم وتناول بعض الأدوية لمنع مقدمات السكري من التطور أكثر، ليصبح مرض السكري المعروف، ومن هذه التغييرات الحرص على تناول طعام صحي ومتوازن، وممارسة الرياضة، وتخفيض الوزن، وغيرها.
كيف أجريت الدراسة المتعلقة بأثر تأخير الإصابة بمرض السكري ؟
حللت الدراسة بيانات من دراسة دا تشينغ للوقاية من داء السكري، ودققت في نتائج 540 مشاركًا مصابًا بمقدمات السكري تمت متابعتهم لأكثر من 30 عامًا، حيث تتبعت لديهم حدوث حالات الوفاة والأحداث القلبية الوعائية والمضاعفات المؤثرة على الأوعية الدموية الدقيقة.
قام الباحثون بفحص بيانات المشاركين بعد مرور سنتين و4 سنوات و6 سنوات من وقت التشخيص، وذلك لمعرفة ما إذا كان المشاركون قد استطاعوا تفادي الإصابة بداء السكري أم لا، وقارنوا ذلك ببيانات الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وعن الأحداث القلبية الوعائية والمضاعفات المؤثرة على الأوعية الدموية الدقيقة على مدى 30 عامًا لتحديد مقدار الفائدة المرجوة من تأخير الإصابة بالسكري.
هل يستفيد المصابون بمقدمات السكري من تأخير الإصابة بمرض السكري ؟
أظهرت النتائج أن تأخير الإصابة بالسكري بعد تشخيص مقدمات السكري قد يجلب فوائد عديدة على المدى الطويل. بعد مرور سنتَين من تشخيص الإصابة بمقدمات السكري؛ بقي 539 مشاركاً على قيد الحياة، كان 70 منهم مصابًا بالسكري، وبعد مرور 4 سنوات بقي 533 شخصًا على قيد الحياة، وأصيب 176 منهم بالسكري، وبعد 6 سنوات، بقي منهم 520 مشاركًا أصيب منهم 254 بالسكري، ولم يصب المشاركون الباقون.
كان الأشخاص الذين تفادوا الإصابة بالمرض لمدة 4 سنوات على الأقل بعد تشخيص مقدمات السكري أقل عرضة للوفاة وللمضاعفات المؤثرة على الأوعية الدموية الدقيقة وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبعد مراقبة دامت 30 عاماً، تبين للباحثين أن المشاركين الذين أصيبوا بالسكري قبل مرور 4 سنوات كانت مستويات السكر في الدم ومؤشر كتلة الجسم وضغط الدم لديهم أعلى باستمرار من أولئك الذين لم يصابوا بمرض السكري الصريح.
توصلت الدراسة إلى أن الذين لم يصابوا بالمرض لمدة 4 سنوات على الأقل كانوا أقل عرضة بنسبة 26% لخطر الوفاة من جميع الأسباب، وأقل عرضة بنسبة 40% للإصابة بمشكلات الأوعية الدموية، بينما شهد أولئك الذين لم يصابوا بالسكري لمدة 6 سنوات على الأقل بعد تشخيص مقدمات السكري لديهم فوائد أكثر، فقد انخفض خطر الوفاة نتيجة المشكلات القلبية الوعائية بنسبة 44%. تشير هذه النتائج إلى أن تأخير الإصابة بمرض السكري لبضع سنوات على الأقل بعد تشخيص مقدمات السكري يقلل احتمال تعرّضهم لمشكلات صحية على المدى الطويل.