أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى أن نمط التغذية والسمنة قد يؤثران على احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس، وفي دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) الأمريكية، كشفت النتائج عن تأثير التوتر المزمن والسمنة على سرطان البنكرياس وتطوره ونموه. نُشرت الدراسة في مجلة أبحاث السرطان الجزيئية (Molecular Cancer Research) في 3 آذار/مارس 2025.
ما تأثير التوتر المزمن والسمنة على سرطان البنكرياس ونموه؟
التوتر المزمن والسمنة هما من عوامل الخطر المعروفة التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الغدد في البنكرياس (PDAC)، وفي هذه الدراسة أراد الباحثون معرفة تأثير التوتر المزمن والسمنة على سرطان البنكرياس في حالة تواجدهما معًا. وأظهرت النتائج أن التوتر المزمن والنظام الغذائي غير الصحي قد يعملان معًا لتحفيز النمو المبكر لسرطان البنكرياس، ممّا يسلط الضوء على كيفية تأثير عوامل نمط الحياة على أحد أخطر الأورام الخبيثة وأكثرها فتكًا.
كيفية تأثير التوتر المزمن والسمنة على سرطان البنكرياس
حدَّد الباحثون في النماذج ما قبل السريرية آلية جزيئية رئيسية يعمل بها التوتر والسمنة على تحفيز حدوث تغييرات في خلايا البنكرياس قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، ووجدوا أن النواقل العصبية المرتبطة بالتوتر والهرمونات المرتبطة بالسمنة تنشّط بروتين CREB المرتبط بنمو الخلايا السرطانية من خلال مسارات بيولوجية مختلفة. تُنشِّط هرمونات التوتر مسار مستقبلات بيتا الأدرينالية وبروتين كيناز ألفا (β-adrenergic receptor/PKA) بينما تَستخدم هرمونات السمنة بشكل أساسي مسار مستقبلات بروتين PKD. وهذا يُشير إلى أن التوتر والسمنة قد يحفزان نمو سرطان البنكرياس من خلال آليات متضافرة.
تأثير التوتر المزمن والسمنة على سرطان البنكرياس.. هل الإناث أكثر عرضة للإصابة؟
وفي تجارب أُجريت على الفئران، أدى اتباع نظام غذائي غني بالدهون إلى نمو آفات سابقة للتسرطن في البنكرياس، وعندما تعرَّضت الفئران للتوتر الناتج عن العزلة الاجتماعية، نمَت لديهن آفات أكثر تقدمًا. كما وجدت الدراسة أن تأثير العزلة الاجتماعية على تطور السرطان كان أقوى لدى الفئران الإناث مقارنة بالذكور. أوضح الباحثون أن ذلك ربما يكون بسبب أن الاستجابة البيولوجية للتوتر لدى الإناث، والتي قد تتأثر بهرمون الإستروجين وزيادة نشاط مستقبلات بيتا الأدرينالية، تَجعلهنَّ أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالسرطان المرتبطة بالتوتر.
وتُشير هذه النتائج إلى أن هرمونات التوتر والهرمونات المرتبطة بالسمنة تُنشٍّط المسارات الأساسية المحفٍّزة لنمو السرطان، مما قد يؤدي إلى تسريع تطور سرطان البنكرياس. ويرى الباحثون أنه من الممكن استكشاف كيفية استخدام الأدوية المتوفرة حاليًا لتقليل هذا الخطر. فعلى سبيل المثال، بما أن مستقبلات بيتا الأدرينالية تلعب دورًا مهمًا في نمو السرطان المرتبط بالتوتر، ربما يمكن إعادة استخدام أدوية حاصرات بيتا التي تُوصَف عادةً لعلاج ارتفاع ضغط الدم للمساعدة في التخفيف من هذه التأثيرات.
ما هو سرطان البنكرياس؟
سرطان البنكرياس (Pancreatic Cancer) هو نمو غير طبيعي وخبيث للخلايا داخل أنسجة البنكرياس، وهو أحد أخطر السرطانات، ومن الأسباب الأكثر شيوعًا للوفاة المرتبطة بالسرطان في العالم. يوجد نوعان رئيسيان لسرطان البنكرياس هما:
- سرطان البنكرياس الغدي (Pancreatic Adenocarcinoma).
- الأورام العصبية الصماوية في البنكرياس (Neuroendocrine Tumors).
من عوامل الخطر التي قد تزيد احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس نذكر الآتي:
- التدخين.
- داء السكري.
- زيادة وزن الجسم أو السمنة.
- التهاب البنكرياس المزمن.
- التعرُّض لبعض المواد الكيميائية.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البنكرياس.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.
ما علامات وأعراض سرطان البنكرياس؟
غالبًا لا تظهَر علامات وأعراض سرطان البنكرياس حتى يكون المرض في مرحلة متقدِّمة من تطوره، وعندما تظهَر العلامات والأعراض، قد تشمل ما يلي:
- ألم في الجزء العلوي من البطن قد يمتد إلى الظهر.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- الإرهاق.
- الاكتئاب.
- الغثيان.
- بول داكن.
- براز فاتح اللون.
- الجلطات الدموية.
- الشعور بالضعف والوهن العام.
- ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- اليرَقان أو اصفرار الجلد والعينين.