كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية الملك في لندن (King's College London) بإنجلترا عن وجود علاقة بين جودة النظام الغذائي والصدفية ووجَدت أن اتّباع بعض الحميات قد يُخفف من شدة هذا المرض، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تأثير الأنماط الغذائية على شدة الصدفية. نُشرت نتائج الدراسة في المجلة البريطانية للتغذية (British Journal of Nutrition) في 20 شباط/فبراير 2025.
هل توجد علاقة بين النظام الغذائي والصدفية ؟
الصدفية (Psoriasis)، تسمّى أيضًا الصُداف أو داء الصدف، هي مرض جلدي التهابي مزمن يَعتقد العلماء أنه ناتج عن مشكلة في الجهاز المناعي. تُصيب الصدفية ملايين الأشخاص حول العالم، وتسبب بقعًا متقشِّرة من الجلد تتراكم في عدة طبقات. وعلى الرغم من أنه لا يوجد نظام غذائي خاص بمرض الصدفية، فقد وجد الباحثون أن اتباع نظام غذائي غنيّ بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان القليلة الدسم واللحوم الخالية من الدهون والمنخفض في الملح والسكر، قد يقلل من شدة مرض الصدفية.
دراسة توضح العلاقة بين جودة النظام الغذائي والصدفية
حلَّل الباحثون بيانات 257 بالغًا مصابًا بالصدفية حول نظامهم الغذائي ونمط حياتهم وشدة المرض، وقيَّموا مدى التزامهم ببعض الأنظمة الغذائية، مثل النظام الغذائي المتوسطي، ونظام داش الغذائي، والنظام الغذائي النباتي الصحي. أخذ الباحثون في الاعتبار عدة عوامل مؤثرة، مثل العمر والجنس واستهلاك الكحوليات وحالة التدخين واستهلاك الطاقة والصحة النفسية، لإجراء تحليل شامل للأنماط الغذائية المرتبطة بشكل مستقل بشدة مرض الصدفية.
حمية داش (DASH) هي نظام غذائي مصمَّم في الأصل للمساعدة في خفض ضغط الدم، ويركّز على تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان الخفيفة الدسم واللحوم الخالية من الدهون، وعلى تقليل الملح والسكريات والدهون المشبَّعة. أما النظام الغذائي النباتي الصحي، فيركّز على تناول الأطعمة النباتية الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات والزيوت النباتية الغنية بالدهون غير المشبَّعة، وتقليل تناول الأطعمة الحيوانية والأطعمة النباتية غير الصحية، مثل الأطعمة والمشروبات السكرية والنشويات المكرَّرة.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لم يلتزموا بحمية داش وبالنظام الغذائي النباتي الصحي كانت شدة مرض الصدفية لديهم مرتفعة. كما كشفت أن تناول اللحوم الحمراء والمصنَّعة بكثرة مرتبط بتفاقم المرض، بينما كان تناول الفواكه والمكسرات والبقوليات مرتبطًا بانخفاض شدة الصدفية.
النظام الغذائي والصدفية.. أهمية التدَخُّلات الغذائية لمرضى الصدفية
قالت سيلفيا زانيسكو، الباحثة الرئيسية للدراسة من قسم علوم التغذية في كلية الملك في لندن: "تُشير هذه النتائج إلى الفوائد المحتملة للتدخلات الغذائية في تحسين حالة المرضى. ونظرًا لتأثير مرض الصدفية على الصحة الجسدية والنفسية، فإن دمج التقييمات الغذائية في الرعاية الصحية قد يقدٍّم للمرضى دعمًا إضافيًا ويساعدهم على ضبط حالتهم".
وأكدت البروفيسورة ويندي هول، المؤلفة الرئيسية للدراسة من كلية الملك في لندن، على أهمية هذه النتائج، وقالت: "تقدّم هذه الدراسة أدلة مهمة على أنه قد يكون هناك دور للنصائح الغذائية بالإضافة إلى الرعاية الطبية في السيطرة على أعراض مرض الصدفية. وستكون خطواتنا التالية هي استكشاف ما إذا كانت الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة النباتية الصحية تخفف أعراض الصدفية".
النظام الغذائي والصدفية.. هل يمكن للطعام أن يكون علاجًا مساعدًا؟
تعزز نتائج هذه الدراسة مجموعة متزايدة من الأدلة العلمية التي تُشير إلى أن تعديل النظام الغذائي قد يكون استراتيجية تكميلية فعالة في علاج مرض الصدفية للتخفيف من شدته وتحسين حياة المرضى. وأضافت الدكتورة ثيفي ماروثابو، استشارية الأمراض الجلدية والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "كثيرًا ما يسأل مرضى الصدفية عن كيفية تأثير الطعام الذي يتناولونه على بشرتهم، وما إذا كان تغيير نظامهم الغذائي يمكن أن يُحسٍّن حالتهم، وهذه الدراسة تجعلنا نقترب من الإجابة عن هذه الأسئلة المهمة".
ما أعراض الصدفية وما أنواعها الشائعة؟
تختلف أعراض الصدفية من شخص لآخر حسب نوعها وشدتها، ومن أبرز أعراضها ما يلي:
- بقع حمراء مرتفعة عن سطح الجلد.
- حكة أو حرقان أو ألم في الجلد.
- جفاف وتشقق الجلد.
- قشور بيضاء أو فضية تتساقط من الجلد.
وتوجد عدة أنواع من الصدفية، وهي كالآتي:
- الصدفية اللويحية (Plaque Psoriasis).
- صدفية فروة الرأس (Scalp Psoriasis).
- الصدفية القطروية (Guttate Psoriasis).
- الصدفية المعكوسة (Inverse Psoriasis).
- الصدفية البثرية (Pustular Psoriasis).
- الصدفية المُحمِّرة للجلد (Erythrodermic Psoriasis).
- صدفية الأظافر (Nail Psoriasis).
- التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic Arthritis).