ارتبطت النوبات القصيرة والمكثفة من النشاط البدني المكثف خلال اليوم، مثل المهام المنزلية اليومية ، بانخفاض خطر الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية الضارة لدى النساء اللاتي لا يمارسن الرياضة، وذلك وفقًا لدراسة أجريت في جامعة سيدني، فقد ارتبط ما متوسطه 3.4 دقائق من النشاط البدني القوي المتقطع في نمط الحياة يومياً، والذي عادةً ما يكون مرتبطًا بالمهنة أو المهام المنزلية اليومية أو النقل، بانخفاض كبير في اعتلال الشرايين القلبية الوعائية وفشل القلب لدى النساء اللاتي لم يقمن بممارسة التمارين الرياضية المنظمة بانتظام.
دراسة ارتباط المهام المنزلية اليومية بحماية القلب لدى السيدات
كان الحد الأدنى من 1.2 إلى 1.6 دقيقة من النشاط البدني القوي والمتقطع على فترات متقطعة في نمط الحياة ضروريًا للارتباط بانخفاض معدل وفيات القلب الناجمة عن اعتلال عضلة القلب (معدل الخطورة على الصحة 0.70، 95% من متوسط الأثر المرجعي 0.58-0.86)، واحتشاء عضلة القلب (معدل الخطورة على الصحة 0.67، 95% من متوسط الأثر المرجعي 0.50-0.91)، وفشل القلب (معدل الخطورة على الصحة 0.60، 95% من متوسط الأثر المرجعي 0.45-0.81)، وفقًا لما ذكره إيمانويل ستاماتاكيس، الحاصل على درجة الدكتوراه والماجستير من جامعة سيدني وزملاؤه في أستراليا.
وخلص الباحثون في الدورية البريطانية للطب الرياضي إلى أن ”النشاط البدني القوي والمتقطع على فترات متقطعة في نمط الحياة قد يكون هدفًا واعدًا للنشاط البدني للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة لدى النساء غير القادرات أو غير الراغبات في ممارسة التمارين الرياضية “.
ويقول ستاماتاكيس: ”يمكن أن يكون جعل دفعات قصيرة من النشاط البدني القوي عادة من عادات نمط الحياة خيارًا واعدًا للنساء اللاتي لا يحرصن على ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، أو غير القادرات على القيام بها لأي سبب من الأسباب. كنقطة بداية، يمكن أن يكون الأمر بسيطًا، مثل دمج بضع دقائق من الأنشطة على مدار اليوم، مثل صعود السلالم أو حمل التسوق أو المشي صعودًا أو اللعب مع طفل أو حيوان أليف“.
هل النشاط البدني في المهام المنزلية اليومية يكفي وحده؟
يقول القائمون على الدراسة: ”لا ينبغي أن يُنظر إلى النشاط البدني القوي والمتقطع على فترات متقطعة في نمط الحياة على أنه حل سريع، فلا يوجد حل سحري للصحة. لكن نتائجنا تُظهر أنه حتى لو كان النشاط العالي الكثافة قليلاً فربما يساعد، وقد يكون الشيء الوحيد الذي يساعد الناس على تطوير عادة النشاط البدني المنتظم، أو حتى ممارسة الرياضة“.
وفي الوقت نفسه، لم يجد ستاماتاكيس ومعاونوه أي ارتباط كبير بين النشاط البدني القوي والمتقطع والأحداث القلبية الوعائية الضارة الرئيسية عند الرجال. ولم يتمكنوا من العثور على تفسير لهذا الاختلاف بين الجنسين، بالنظر إلى قلة تمثيل النساء في دراسات التدريب المتقطع العالي الكثافة وغيرها من التقارير الخارجية.
وكتبوا: ”تدعم نتائجنا إرشادات النشاط البدني الخاصة بالجنسَين للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية“، وأضاف الباحثون: "وتفترض الإرشادات السريرية وإرشادات الصحة العامة الحالية استجابات قلبية وعائية متشابهة للنشاط البدني بين الجنسَين، ولا تقدم أي إرشادات بشأن كمية النشاط العرضي (غير الرياضي) الذي له فائدة“.
ما هي تفاصيل الدراسة؟
شملت هذه الدراسة القائمة على الملاحظة 13,018 امرأة و9,350 رجلاً، وكان متوسط أعمارهم 61.9 سنة، من مجموعة البنك الحيوي البريطاني للأفراد المسجلين في الفترة من 2006 إلى 2010. وكان المشاركون مؤهلين للمشاركة في الدراسة إذا كانوا يرتدون مقياس تسارع في المعصم لمدة 7 أيام وكان لديهم 3 أيام مراقبة صالحة على الأقل، بما في ذلك يوم واحد على الأقل في عطلة نهاية الأسبوع.
أُجريت تحليلات منفصلة لدى غير الممارسين للرياضة (أي الأشخاص الذين لم يمارسوا أي نشاط بدني في وقت الفراغ، ولم يمارسوا أكثر من نزهة ترفيهية واحدة في الأسبوع) وكذلك لدى الممارسين (الذين يمارسون تمارين رياضية منظمة، مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو ممارسة الرياضة). تراوح متوسط النشاط البدني الفعال اليومي من 0 إلى 17 دقيقة لدى الأشخاص الذين لا يمارسون التمارين الرياضية، وتراوح متوسط النشاط البدني القوي اليومي من 0 إلى 45 دقيقة لدى الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية.
بين ممارسي الرياضة، لم تكن هناك فروق كبيرة بين الجنسَين من حيث وجود علاقة بين ممارسة النشاط البدني القوي والأحداث القلبية الوعائية الكبرى الضارة بشكل عام، أو احتشاء عضلة القلب، أو قصور القلب. ومع ذلك، كان هناك دليل على وجود ارتباط بين ممارسة الرياضة والسكتة الدماغية لدى الذكور فقط.
ونبّه ستاماتاكيس وفريقه من أنهم لم يحصلوا على إثبات رسمي على استبيان وقت الفراغ المستخدم لفصل ممارسي الرياضة عن غير ممارسيها في الدراسة. وعلاوة على ذلك، لا يمكن استبعاد احتمالية التسبب العكسي والتداخل المتبقي في تقريرهم.
نصيحة من موقع صحتك
من المعروف أن النشاط البدني اليومي يمكن يحسن من الصحة بشكل عام، ويسهم في الوقاية من العديد من الأمراض، فإذا كنت لا تمتلك الوقت الكافي لممارسة الرياضة أو الذهاب إلى النادي الرياضي، فيمكن لأي نشاط بدني عادي تقوم به كل يوم، مثل المهام المنزلية اليومية أو الذهاب إلى السوق للتبضع أو صعود السلالم، أن يحسن من الصحة بشكل عام، لا سيما صحة القلب والأوعية الدموية.