تشير مراجعة جديدة للأدلة، نُشرت مؤخرًا في مجلة طب الأسرة وصحة المجتمع، إلى وجود علاقة إيجابية بين تمارين القوة والأرق حين توصلت إلى أن تمارين القوة أو تمارين المقاومة قد تمثل أفضل أنواع التمارين الرياضية للتعامل مع الأرق عند كبار السن. تتمثل أهمية الدراسة في أن الأبحاث السابقة أظهرت أن ما يصل إلى 50% من كبار السن على مستوى العالم يعانون من صعوبات في النوم، فمن الشائع أن يعاني من الأرق البالغون الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر، وتشير الدراسات السابقة أيضاً إلى أن الأرق قد يزيد من خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والاكتئاب والضعف الإدراكي والخرف وحتى زيادة خطر السقوط.
توجد العديد من التغييرات في نمط الحياة التي يمكن القيام بها للتعامل مع الأرق، مثل الحد من الكافيين قبل ساعات قليلة من موعد النوم، والحفاظ على جدول نوم ثابت، والتحكم في التوتر، وقد يضاف إليها الآن ممارسة تمارين القوة.
تمارين القوة والأرق .. هل هي حقاً الأفضل؟
قام الباحثون في هذه الدراسة بتحليل بيانات 24 دراسة وتجربة سريرية سابقة، واستخدموا بيانات أكثر من 2000 شخص بالغ تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر ممن تم تشخيص إصابتهم بالأرق. أجريت غالبية الدراسات التي تمت مراجعتها في آسيا، ولكنها شملت أيضاً دراسات من أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا الجنوبية.
لبحث العلاقة بين تمارين القوة والأرق نظر الباحثون في العلاقة بين خمسة أنواع من أنماط التمارين الرياضية لتحديد الأفضل منها للتعامل مع الأرق، وشملت:
- التمارين الهوائية، بما في ذلك ركوب الدراجات والسباحة والمشي السريع.
- تمارين القوة، مثل تمارين الضغط.
- تمارين التوازن، مثل تمارين الجلوس.
- تمارين المرونة، مثل تمارين الجمباز.
- التمارين المركبة، بما في ذلك اليوغا والبيلاتس.
أفاد أكثر من نصف المشاركين في الدراسة أنهم يمارسون تمارين خفيفة إلى متوسطة أو معتدلة الشدة، وامتدت جلسات ممارسة الرياضة حوالي 50 دقيقة في المتوسط. مارس معظم المشاركين التمارين الرياضية مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، واستمرت برامجهم الرياضية في المتوسط 14 أسبوعًا.
تمارين القوة والمقاومة تزيد من جودة النوم أكثر من غيرها
عند بحثهم في العلاقة بين العلاقة بين الرياضة والأرق تبين لدى الباحثين أن الرابط بين تمارين القوة والأرق كان الأقوى. استخدم الباحثون مؤشر بيتسبرغ لجودة النوم كمقياس لجودة النوم لدى المشاركين، وعند التحليل، وجد الباحثون أن الذين اتبعوا برنامجًا مشتركًا للتمارين الرياضية قد حسّنوا بشكل ملحوظ من نتائج مؤشر جودة النوم بمقدار 2.35 نقطة، بينما انخفضت نتائج مؤشر جودة النوم لدى الذين ركزوا على التمارين الهوائية بمقدار 4.36 نقطة.
وجد الباحثون أن تمارين القوة والمقاومة قد حسّنت درجات مؤشر جودة الجسم لدى المشاركين أكثر من غيرها من التمارين، وبمقدار 5.75 نقطة. تدعم نتائج الدراسة الأدلة التي تشير إلى أن العلاقة بين النشاط البدني والنوم متبادلة، إذ لا تؤثر جودة النوم بشكل إيجابي على النشاط البدني فحسب، بل يؤثر النشاط البدني أيضاً في جودة النوم.
نتائج مهمة لكبار السن
تتمثل أهمية إيجاد علاقة إيجابية بين تمارين القوة والأرق في أن نسبة كبيرة من الكبار في السن يعانون من الأرق، ولهذا من المفيد الوصول إلى نتائج قد تساعد في الحد من مشكلة الأرق لعدد كبير من الناس، ولا بد بالطبع من إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال. تتمثل أهمية البحث في وسائل للتعامل مع الأرق لدى كبار السن في أن الأرق وضعف جودة النوم يحمل تأثيرات سلبية عديدة على صحتهم، إذ ترتبط قلة النوم بالخرف وبأمراض مزمنة أخرى.
نصيحة من موقع صحتك
تشير الأبحاث إلى أن الأرق يصيب نحو 50% من كبار السن، مما قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب والخرف، ولهذا من الضروري إجراء تغييرات على نمط الحياة للتعامل مع الأرق، ومن هذه التغييرات المحتملة ما توصلت إليه هذه الدراسة في العلاقة بين تمارين القوة والأرق، ويُنصح بجمع ممارسة التمارين مع تغييرات أخرى في نمط الحياة، مثل الحفاظ على جدول نوم ثابت، وتجنب الكافيين قبل النوم، والسيطرة على التوتر. استشر دائمًا أخصائي الرعاية الصحية قبل البدء في برنامج تمارين رياضية جديدة، خاصةً إذا كنت تعاني من مشاكل صحية كامنة. يمكن أن يؤدي الجمع بين تمارين المقاومة والعادات الصحية الأخرى إلى تحسين جودة النوم بشكل كبير، مما يدعم الرفاهية والصحة بشكل عام. وأخيراً، أعط الأولوية للنوم، فهو ضروري للصحة على المدى الطويل.