كشفت دراسة إسبانية حديثة أن الصيام المتقطع يقلل الوزن ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وأظهرت أن تناول الوجبة الأخيرة قبل الساعة الخامسة مساءً وتجنُّب تناول وجبة العشاء يمكن أن يكون استراتيجية آمنة وفعالة لتقليل دهون البطن الموجودة تحت الجلد. نُشرت الدراسة في مجلة Nature Medicine الطبية 7 كانون الثاني/يناير 2025.
الصيام المتقطع يقلل الوزن ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية
يعاني 70% من الرجال و50% من النساء في إسبانيا من زيادة الوزن أو السمنة، وتُمثل هذه المشكلة تحديًا كبيرًا لأنظمة الرعاية الصحية، فهي مرتبطة بالعديد من اضطرابات التمثيل الغذائي، مثل داء السكري من النوع الثاني، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطان.
يعمل الباحثون جاهدين على تطوير استراتيجيات فعالة وبسيطة لعلاج السمنة التي أصبحت مرضًا حقيقياً. تساعد الأنظمة الغذائية المقيّدة للسعرات الحرارية في فقدان الوزن وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ولكن الالتزام بها على المدى الطويل قد يكون صعبًا، فغالبًا ما يتوقف الأشخاص عن اتباعها، مما يؤدي إلى استعادة الوزن المفقود أو حتى اكتساب وزن إضافي يفوق الوزن الأصلي.
لذلك، ظهرت استراتيجيات غذائية جديدة، بما في ذلك الصيام المتقطع، وهو خطة غذائية ينتقل فيها الأشخاص بين فترات تناول الطعام وفترات الصيام التي تستمر لساعات أو أيام. من بين أنواع الصيام المتقطع التي ازدادت شعبيتها في السنوات الأخيرة "الأكل المحدَّد بالوقت"، والذي يقوم على تقليل عدد ساعات تناول الطعام وزيادة ساعات الصيام يوميًا.
عادةً ما يتناول الأشخاص في إسبانيا وجبة الإفطار بين الساعة 7 و8 صباحًا ويتناولون العشاء بين الساعة 9 و10 مساءً، وهذا يعني أن فترة تناول الطعام تتراوح بين 12 إلى 14 ساعة يوميًا. أما في الصيام المتقطع، فيتم تقليل فترة تناول الطعام من 6 إلى 8 ساعات، مما يجعل فترة الصيام تتراوح من 16 إلى 18 ساعة.
تساعد هذه الاستراتيجية الغذائية في الحفاظ على نمط يومي منتظم للأكل والصيام، مما يساعد على استقرار إيقاعات الجسم البيولوجية، فقد أظهرت الدراسات أن تناول الطعام في أوقات غير منتظمة أو في الليل يؤدي إلى اضطراب هذه الإيقاعات، ويزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني.
الصيام المتقطع يقلل الوزن ويحسن صحة القلب وينظم مستويات السكر في الدم
الصيام المتقطع له عدة أنماط تختلف في عدد ساعات الصيام وفترات الأكل، وفي هذه الدراسة، أراد الباحثون معرفة تأثير مختلف أنماط الصيام المتقطع على فقدان الوزن والدهون الحشَوية (الدهون المحيطة بالأعضاء الداخلية) وصحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. شملت الدراسة 3 أنماط مختلفة للصيام المتقطع وهي:
- الصيام المُبكر: يسمح بتناول الطعام من الساعة 9 صباحًا إلى الساعة 5 مساءً.
- الصيام المُتأخر: يسمح بتناول الطعام من الساعة 2 ظهرًا إلى الساعة 10 مساءً.
- الصيام المُختار ذاتيًا: يختار الشخص فترة تناول الطعام وفترة الصيام.
وشارك في الدراسة 197 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا تلقوا إرشادات غذائية حول النظام الغذائي المتوسطي وأنماط الحياة الصحية، وتم تقسيمهم عشوائيًا إلى 4 مجموعات:
- المجموعة الأولى: شملت 49 مشاركًا لم يتّبعوا الصيام المتقطع وتناولوا الطعام على مدار 12 ساعة على الأقل.
- المجموعة الثانية: شملت 49 مشاركًا اتّبعوا الصيام المبكر لمدة 12 أسبوعًا.
- المجموعة الثالثة: شملت 52 مشاركًا اتبعوا الصيام المتأخر لمدة 12 أسبوعًا.
- المجموعة الرابعة: شملت 47 مشاركًا اتبعوا الصيام الذاتي لمدة 12 أسبوعًا، وكانت فترة تناول الطعام التي اختاروها عمومًا من الساعة 12 ظهرًا إلى الساعة 8 مساءً.
أظهرت النتائج أن الصيام المتقطع يقلل الوزن ويحسن صحة القلب والأوردة الدموية، ولكنه لم يُظهر أي فوائد إضافية في تقليل الدهون الحشَوية. كما أظهرت أن الصيام المبكر يقلل من الدهون تحت الجلد في منطقة البطن، ويحسن مستويات السكر في الدم أثناء الصيام وأثناء الليل أكثر من أنماط الصيام المتقطع الأخرى.
أحد أنماط الصيام المتقطع يقلل الوزن ويحسن صحة القلب والصحة الأيضية
أشار الباحثون إلى أن الصيام المبكر قد يكون مفيدًا بشكل خاص في تحسين تنظيم مستويات السكر في الدم، مما قد يساعد في الوقاية من داء السكري وتعزيز الصحة الأيضية، وأن الامتناع عن تناول الطعام ليلًا يمنح الجسم وقتًا أطول لهضم الطعام ومعالجة عناصره الغذائية، مما يحسن تنظيم مستويات الجلوكوز ويقلل من مخاطر الإصابة بمشكلات السكري واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى. وأكدوا أن الصيام المتقطع هو استراتيجية آمنة وفعالة لفقدان الوزن وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.