الرقص يحسن اللياقة البدنية ولكن هل يُغني عن التمارين التقليدية؟

تخلَّ عن الأحذية الرياضية وأحذية الرَكض واستعد للرَقص، فقد كشفت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة PLOS ONE العلمية أجراها باحثون من جامعة نورث إيسترن في بوسطن بالولايات المتحدة، أن الرقص يحسن اللياقة البدنية ويمكن أن يقدِّم فوائد صحية مماثلة لتلك التي تقدِّمها بعض التمارين الرياضية مثل الرَكض. وصرَّح الدكتور أستون ماكولو، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة نورث إيسترن، قائلًا: "لستَ بحاجة إلى موسيقى أو تدريب أو معلِّم رقص حتى ترقص، أي شخص يمكنه أن يرقص في مكانه ويستفيد من هذا النشاط البدني".

الرقص يحسن اللياقة البدنية ويعزِّز الصحة النفسية

أثبتت الدراسات السابقة أن للرقص فوائد صحية عديدة، منها تحسين صحة القلب والتوازن وزيادة المرونة وتعزيز الصحة النفسية. ومع ذلك، أشار الدكتور ماكولو إلى أن هذه الدراسات لم تتناول مقدار ممارسة الرقص الحر، وهذا ما أثار التساؤلات حول مدى قوة حركات الأشخاص عندما يرقصون كما يريدون، وما إذا كان هذا النوع من الرقص، الحر أو العفوي، كافيًا للوصول إلى المستويات المعتدلة أو القوية من النشاط البدني.

وغالبًا ما كانت تلك الدراسات تركز بشكل رئيسي على أنواع محددة من الرقص، مثل الباليه (Ballet) أو الهيب هوب (Hip-hop)، وعلى راقصين محترفين. لكن الدكتور ماكولو أراد اتباع نهج مختلف، فبدلًا من التركيز على راقصين محترفين يمارسون أنواعًا معينة من أنماط الرقص، قرَّر التركيز على الأشخاص العاديين الذين ببساطة يحبون الرقص ويرقصون بشكل عفوي.

الرقص يحسن اللياقة البدنية لكل الفئات العمرية والموسيقى تزيد تأثيره

شارك في الدراسة حوالي 50 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و83 عامًا، وتفاوتت خبراتهم في الرقص من 0 إلى 56 سنة. طلب الباحثون من المشاركين أن يرقصوا كما يريدون لفترات متقطِّعة مدتها 5 دقائق بمستويات معتدلة أو قوية يحدِّدونها بأنفسهم، ومع موسيقى يختارونها أيضًا بأنفسهم أو بدونها.

وفي تلك الأثناء، تم قياس معدل ضربات القلب ومستوى الجهد المبذول ونسبة استهلاك الأكسجين لدى المشاركين، ووجد الباحثون أن الرقص مهما اختلف مكانه أو شكله، مثل الرقص في قاعة أو بمفردك أو في الظلام، يرفع معدل ضربات القلب.

كما أظهرت النتائج أن الرقص، حتى من دون موسيقى، يستهلك طاقة كافية للوصول إلى مستويات النشاط البدني المعتدلة إلى القوية الموصى بها صحيًا. ولم يكن لامتلاك المشاركين الخبرة في الرقص أي تأثير على الطاقة المبذولة في الرقص، بينما ساعدت الموسيقى المشاركين على بذل مجهود أكبر أثناء رقصهم والرقص بحماس أكبر.

اقرأ أيضاً

دراسة: ممارسة الرقص والرياضة يطيل العمر

الرقص يحسن اللياقة البدنية ولكنه لا يُغني عن ممارسة التمارين الرياضية الأخرى

أشار الدكتور ماكولو إلى أن هذه الدراسة مثيرة للاهتمام لأنها أظهرت أن الرقص في أي مكان ووقت وبأي طريقة يمكن أن يساهم في الوصول إلى المستويات المطلوبة أسبوعيًا من النشاط البدني بحسب توصيات مكتب الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، والتي تنصح البالغين بأن يمارسوا 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط البدني المكثف في الأسبوع، أو ممارسة تمارين من الاثنين معًا.

وأضاف: "الرقص لا يتطلَّب مغادرة المنزل، كما يمكن ممارسته أثناء الجلوس على الكرسي. لذلك، نحن متحمسون جدًا لإمكانية استفادة الجميع من الرقص. ومهما كانت طريقة الرقص التي تفضِّلها، تأكد من وجود مساحة كافية حولك للرقص بأمان". ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن الرقص لا يُغني بالكامل عن أنواع التمارين الأخرى.

يوصي مكتب الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة (ODPHP) في الولايات المتحدة بأن يمارس البالغون تمارين تقوية العضلات، مثل تمارين المقاومة أو رفع الأثقال، مرتين في الأسبوع. وأضاف الباحثون أن بعض أنواع الرقص، مثل رقصة البريك دانس أو رقص الشوارع (Breakdancing)، قد تتضمَّن تمارين المقاومة باستخدام وزن الجسم. ومع ذلك، أكدوا على الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول تمارين المقاومة باستخدام وزن الجسم والرقص.