في ظروف استثنائية وصعبة، نجح الدكتور محمد الطاهر -استشاري جراحة الأعصاب- بإجراء عملية نوعية أعادت الحياة ليد طفلة فلسطينية (9 سنوات) بُترت إثر قصف إسرائيلي عنيف على قطاع غزة. العملية التي جرت في ظل ظروف صحية سيئة تعد مثالاً على التفاني الطبي وسط الكوارث الإنسانية، فقد تمت إعادة توصيل الطرف المبتور بعد العثور عليه تحت الركام بعد ثلاثة أيام.
الدكتور محمد الطاهر يعيد يد مبتورة لطفلة فلسطينية
أثناء زيارته لمستشفى الأقصى وسط قطاع غزة، وجد الدكتور محمد الطاهر طفلة تعاني من بتر يدها وإصابات شديدة في البطن، وعند استفساره عن مكان اليد المبتورة، أبلغه والدها بأنها بقيت تحت أنقاض منزلهم الذي تعرض للقصف. طلب الجراح من الأسرة البحث عن الطرف المبتور على أمل إمكانية إعادة توصيله، رغم مرور ثلاثة أيام على الحادثة.
بعد جهد كبير، تمكنت الأسرة من العثور على الطرف المبتور، ليقوم الدكتور محمد الطاهر بإجراء تشريح دقيق عليه. كانت اليد في حالة تجميد طبيعية بفضل برودة الطقس الشديدة، مما جعلها قابلة لإعادة التوصيل جراحياً.
العملية الجراحية، التي استغرقت ساعات طويلة، تطلبت خبرة فائقة وإمكانيات تقنية محدودة في مستشفى يعاني من نقص حاد في المعدات والمستلزمات الطبية. ورغم ذلك، نجح الطاهر في إعادة توصيل اليد، مما أعطى الطفلة فرصة لاستعادة جزء من حياتها الطبيعية.
التحديات والمخاطر الصحية للجراحة
ورغم نجاح الجراحة، أشار الطاهر إلى مخاوف من إصابة الطرف المبتور بالتهابات (infections)، خاصةً أنه تعرض لمواد كيماوية نتيجة انفجار الصاروخ، كما أكد على أن التلوث والظروف الصحية الصعبة تزيد من احتمالية حدوث مضاعفات.
تأتي هذه العملية ضمن جهود الطاهر الذي قضى خمسة أشهر في غزة، حيث عمل بلا توقف لإنقاذ الأرواح وسط أجواء الحصار والدمار.
وفي سياق متصل، شدد الدكتور محمد الطاهر على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لدعم القطاع الصحي في غزة، داعياً الكوادر الطبية من مختلف أنحاء العالم للتوجه إلى القطاع والمساعدة في تقديم الرعاية للجرحى، كما وجّه نداءً عاجلاً للمؤسسات الأممية لإدخال المستلزمات الطبية الحيوية إلى القطاع المحاصر.
أثر الحرب على القطاع الصحي في غزة
تعاني غزة من أزمة صحية متفاقمة نتيجة الحصار الإسرائيلي الممتد منذ سنوات، والذي تفاقم مع العدوان الإسرائيلي الأخير. وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن الغارات الإسرائيلية دمرت عشرات المنشآت الصحية، مما أدى إلى نقص حاد في المعدات والكوادر الطبية.
يعيش النازحون الفلسطينيون في ظروف إنسانية قاسية داخل خيام مؤقتة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وسط موجات صقيع شديدة، وتسببت هذه الظروف بوفاة عدد من الأطفال وكبار السن نتيجة البرد والجوع، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني.
ختاماً، تبرز قصة الطفلة الفلسطينية التي استعادت يدها المبتورة بفضل جهود الدكتور الطاهر كرمز للأمل والصمود في وجه الغارات والصواريخ الإسرائيلية. وبينما تستمر التحديات الصحية والإنسانية في غزة، تبقى مثل هذه العمليات شاهداً على التفاني الطبي رغم شح الإمكانيات، ودعوة إلى العالم لتقديم الدعم الإنساني العاجل للقطاع وإيقاف الحرب على أطفال غزة.