التعرض الشديد للفلورايد قد يكون مرتبطاً بانخفاض معدل الذكاء بين الأطفال حسب ما أشارت إليه دراسة تحليلية كبيرة، على الرغم من محدودية البيانات، فقد أفادت الدكتورة كايلا تايلور، من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية في موريسفيل بولاية نورث كارولينا الأمريكية، أنه تم العثور على ارتباطات بين قياسات الفلورايد في البول ومياه الشرب ومعدل ذكاء الأطفال من بلدان مختلفة.
ومن بين 20932 طفلاً عبر 59 دراسة لقياس مستوى الفلورايد في مياه الشرب أو منتجات الأسنان الغنية بالفلورايد أو طرق التعرض الأخرى للفلورايد كان هناك ارتباط عكسي بين التعرض للفلورايد ومعدل الذكاء، إذ تبين أن هناك فرق 7 نقاط في معدل الذكاء على مقياس متوسطه 100 نقطة. ومع ذلك؛ كانت البيانات محدودة في تأكيد العلاقة بين التعرض للفلورايد ومعدل ذكاء الأطفال عندما تم فحص التعرض للفلورايد من خلال شرب الماء الذي كان يحتوي على الفلورايد بتركيزات أقل من 1.5 ملغ/ لتر.
وقال القائمون على هذه الدراسة إنه تم استخدام المياه المُفَلورة لعقود من الزمان لتقليل تسوس الأسنان وتحسين صحة الفم العامة، ومع ذلك، هناك مخاوف من أن النساء الحوامل والأطفال يحصلون على الفلورايد من العديد من المصادر الأخرى، بما في ذلك الأطعمة والمشروبات المضافة إلى الشاي وكذلك معجون الأسنان وخيط تنظيف الأسنان وغسول الفم، فهذه المنتجات قد تؤدي إلى تعرض مرتفع للغاية، وقد تؤثر على النمو العصبي للجنين والرضع والأطفال.
التعرض الشديد للفلورايد وعلاقته بذكاء الأطفال
الحد الأقصى الآمن الذي حددته منظمة الصحة العالمية للفلورايد في مياه الشرب هو 1.5 ملجم/لتر، في حين تسمح وكالة حماية البيئة بما يصل إلى 4 ملجم/لتر، وتوصي هيئة الصحة العامة الأمريكية بتركيز الفلورايد بمقدار أقل من 0.7 ملجم/لتر، ولكن تم العثور على مستويات أعلى من 1.5 ملجم/ لتر في الآبار وأنظمة المياه التي تخدم أكثر من 2.9 مليون شخص في الولايات المتحدة. وقال الباحثون إن التحليل يفتقر إلى البيانات الكافية لتقييم ما إذا كان التعرض للفلورايد بمقدار 0.7 ملجم/ لتر في مياه الشرب يؤثر على معدل ذكاء الأطفال أم لا.
انقسمت الآراء حول هذه النتائج، وقد نوه القائمون على الدراسة إلى أن الوقت قد حان لكي تعيد المنظمات الصحية والهيئات التنظيمية تقييم مخاطر وفوائد الفلورايد خاصة بالنسبة للنساء الحوامل والرضع، وزعم ستيفن ليفي -دكتور جراحة الأسنان وماجستير الصحة العامة من جامعة أيوا الأمريكية- أنه على الرغم من تقديم بعض الأدلة على وجود ارتباط محتمل بين معدل الذكاء وبين التعرض الشديد للفلورايد في المياه، لم يُعثر على دليل لوجود تأثير ضار على مستويات الفلورايد المنخفضة المستخدَمة عادة في أنظمة فَلوَرة المياه.
وزعم ليفي أن السياسة العامة المتعلقة بإضافة الفلورايد إلى أنظمة المياه والتوصيات المتعلقة باستخدام الفلورايد الموضعي بأشكاله المتعددة لا ينبغي أن تتأثر بنتائج هذه الدراسة، ويجب أن يستمر الاستخدام الواسع النطاق لإضافة الفلورايد للوقاية من تسوس الأسنان.
تفاصيل الدراسة
تألفت الدراسات التي فحصتها تايلور وزملاؤها من 64 دراسة و10 دراسات جماعية، أجريت معظمها في الصين بالإضافة إلى بلدان أخرى مثل كندا والدنمارك والمكسيك ونيوزيلاندا وباكستان وإسبانيا وتايوان، والجدير بالذكر أن 52 من هذه الدراسات كانت تنطوي على مخاطر عالية لإضافة الفلورايد، وفي تحليل هذه الدراسات أشارت 64 دراسة إلى وجود ارتباطات عكسية بين التعرض للفلورايد ومعدل ذكاء الأطفال.
عند تفصيل نتائج هذه الدراسات وجد أن 12 دراسة كانت تنطوي على مخاطر منخفضة، بينما 31 دراسة كانت مرتبطة بمخاطر مرتفعة، وقد وجد أن الارتباط كان صفراً عند التعرض لأقل من 1.5 ملغم/لتر. في نهاية المطاف قالت تايلور إن العمل الحالي على هذه الدراسة قد يفيد في تقييم المخاطر والفوائد المستقبلية لاستخدام الفلورايد في مياه الشرب وفي منتجات صحة الفم للأطفال.