أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) تقريرها الأحدث حول تفشي جدري القردة أو جدري القرود في دول متعددة، مسلطةً الضوء على تطور الوضع عالميًا واستمرار انتشار الفيروس في بعض المناطق. يتناول التقرير أيضًا البيانات الإحصائية المتعلقة بالحالات المؤكّدة والوفيات، بالإضافة إلى الملاحظات المتعلقة بمسارات انتقال العدوى.
الوضع الوبائي لمرض جدري القردة في إفريقيا
منذ اكتشاف السلالة Ib من فيروس جدري القردة (Clade Ib MPXV) لأول مرة في سبتمبر 2023، وُجدت حالات في ثماني مقاطعات بجمهورية الكونغو الديمقراطية (Democratic Republic of the Congo - DRC)، بما في ذلك جنوب كيفو (South Kivu) وشمال كيفو (North Kivu) وكساي (Kasai) وغيرها. وخلال الفترة بين يناير 2024 و5 يناير 2025، تم تسجيل 14,700 حالة مؤكدة و66 وفاة (معدل الوفيات = 0.4%) في 20 دولة إفريقية.
تعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية الأكثر تأثرًا، فقد سُجلت 2,464 حالة مؤكدة و5 وفيات خلال الأسابيع الستة الأخيرة. بينما أظهرت بوروندي (Burundi) وأوغندا (Uganda) استقرارًا نسبيًا في عدد الحالات، مع تسجيل ما بين 100 إلى 200 حالة جديدة أسبوعيًا. إجمالاً، بلغ عدد الحالات المؤكدة في بوروندي وأوغندا 3,035 و1,552 حالة، على التوالي.
من جهة أخرى، تُصنف 12 دولة إفريقية على أنها تمرّ بتفشٍ نشط، في حين دخلت الكاميرون (Cameroon) وغانا (Ghana) وزيمبابوي (Zimbabwe) مرحلة السيطرة على التفشي بعد عدم تسجيل أي حالة مؤكدة في الأسابيع الستة الماضية، وفقًا لإطار العمل الاستراتيجي لمنظمة الصحة العالمية (Strategic framework for enhancing prevention and control of mpox 2024-2027).
الحالات خارج إفريقيا
تم تسجيل حالات للسلالة Ib من الفيروس في ثلاث دول خارج إفريقيا، هي بلجيكا (Belgium)، والصين (China)، وفرنسا (France). في الصين، سُجلت 5 حالات: حالة واحدة لمسافر من الكونغو الديمقراطية و4 مخالطين له. وفي بلجيكا، تم الإبلاغ عن حالتين، واحدة لمسافر من إفريقيا الوسطى والأخرى لأحد أفراد عائلته. أما في فرنسا، فقد سجلت حالة واحدة لشخص بدون سجل سفر لكنه تواصل مع مسافرين من إفريقيا.
إلى جانب ذلك، رُصدت حالات في السويد، وتايلاند، والولايات المتحدة، وكندا، بواقع حالة واحدة لكل دولة، وجميعها تعود لمسافرين من إفريقيا. وفي ألمانيا، سُجلت 6 حالات، منها 3 بين المسافرين و3 لمخالطيهم. المملكة المتحدة بدورها أكدت وجود 5 حالات. وفي جنوب آسيا، رُصدت حالة واحدة في كل من الهند وباكستان لمسافرين من الإمارات العربية المتحدة، ما يشير إلى احتمال وجود انتقال غير مكتشف داخل الإمارات.
تعزيز الرقابة والاستجابة الدولية
أكدت منظمة الصحة العالمية أن الحالات المرتبطة بالسفر تشير إلى مخاطر انتقال العدوى غير المكتشفة بين البلدان، مشددةً على أهمية تعزيز أنظمة المراقبة الصحية والإبلاغ الفوري لتحسين القدرة على تتبع الفيروس والحد من انتشاره عالميًا.
نهايةً، مع استمرار تفشي جدري القردة في بعض المناطق، يظل التعاون الدولي والتقيد بالإجراءات الوقائية أمرًا بالغ الأهمية. تكشف التقارير عن ضرورة زيادة جهود المراقبة وتحسين آليات الاستجابة في الدول الموبوءة وغير الموبوءة على حدٍ سواء لضمان السيطرة على انتشار الفيروس عالميًا.