صحــــتك

البلاستيك وسرطان الثدي.. كيف يهدد التلوث البلاستيكي صحة النساء؟

إعداد وتحرير
البلاستيك وسرطان الثدي

التلوث البلاستيكي هو أحد أبرز التحديات البيئية والصحية التي يواجهها العالم اليوم، فتأثيراته لا تقتصر على البيئة فحسب، بل تجاوزت ذلك لتؤثر أيضًا على صحة الإنسان. وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة خطيرة بين التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك وسرطان الثدي وأظهرت أن التعرض لهذه المواد يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا (Environmental Science & Technology Letters) في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

البلاستيك وسرطان الثدي.. هل المواد الكيميائية هي السبب؟

أشارت بيانات حديثة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالعديد من أنواع السرطان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، وكشفت أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعًا بين التشخيصات المبكرة. سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في العالم، وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، تم تشخيص إصابة 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي خلال عام 2022، وتسجيل 670000 حالة وفاة ناتجة عنه على مستوى العالم.

وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لمعظم حالات سرطان الثدي ما تزال غير معروفة، فإن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به، مثل الجنس والعمر والوراثة، وعدم الإنجاب أو إنجاب عدد أقل من الأطفال. ومع ذلك، لا تُفسر هذه العوامل وحدها الارتفاع في معدلات الإصابة، مما دفع الباحثين إلى دراسة تأثير المواد الكيميائية الموجودة في الطعام والماء، والمنتجات الاستهلاكية كعوامل خطر محتملة.

ما العلاقة بين التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك وسرطان الثدي ؟

في بداية هذا العام، أجرى علماء من معهد سايلنت سبرينغ (Silent Spring Institute) في أمريكا دراسة حول تأثير المواد الكيميائية على خطر الإصابة بسرطان الثدي، وحددوا فيها أكثر من 900 مادة كيميائية يمكن أن تسهم في زيادة هذا الخطر. وأظهرت نتائج الدراسة التي أجريت على الحيوانات أن هذه المواد الكيميائية قد تسبب أورام الثدي، أو تلحق الضرر بالحمض النووي، أو تؤثر على هرمونات الإستروجين والبروجستيرون، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وكشفت دراسة حديثة أجراها فريق البحث نفسه أن ما يقرب من نصف هذه المواد الكيميائية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، أي 414 مادة كيميائية، تُستخدم في صناعة البلاستيك. توجد العديد من هذه المواد بشكل شائع في المنتجات الاستهلاكية، بما في ذلك علب حفظ وتغليف المواد الغذائية، ومنتجات العناية الشخصية، والأدوات المنزلية، مما يزيد من خطر التعرض لها في كل مكان تقريبًا. وحدّد الباحثون 175 مادة من بين المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك، واعتبروها الأكثر إثارة للقلق بسبب سمّيتها، وبسبب حجم إنتاجها العالمي الكبير/ مما يجعلها من أهم أولويات الإجراءات التنظيمية.

 

 

البلاستيك وسرطان الثدي.. كيف يمكن مواجهة خطر هذا التلوث؟

أشار الباحثون إلى أن مكافحة التلوث البلاستيكي يمكن أن تلعب دورًا مهمًا ليس في حماية البيئة فحسب، ولكن أيضًا في تقليل معدلات الإصابة بسرطان الثدي التي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا على مستوى العالم، خاصة لدى الشابات الأصغر سنًا. ويأتي هذا التحليل بالتزامن مع اجتماع ممثلين من مختلف أنحاء العالم مؤخرًا في مدينة بوسان في كوريا الجنوبية لصياغة معاهدة البلاستيك العالمية التي تهدف إلى الحد من إنتاج البلاستيك وتقليل المخلفات البلاستيكية.

البلاستيك وسرطان الثدي.. خطر عالمي يتطلب حلولًا

أوضحت روثان روديل، الباحثة المشاركة في الدراسة ومديرة الأبحاث في معهد سايلنت سبرينغ، أن الشركات المصنّعة غالبًا ما تجهل المواد الكيميائية المستخدمة في منتجاتها، ولذلك فإنه من الضروري تركيز الجهود على تقليل إنتاج واستخدام مواد كيميائية معينة بدلًا من الاكتفاء بتقليل استخدام المنتجات النهائية.

وأشارت إلى أنه من خلال إعطاء الأولوية للمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، يمكن لاتفاقية عالمية لمكافحة التلوث البلاستيكي أن تُحدث تغييرًا كبيرًا، وتقلل من التعرض لهذه المواد التي يُرجح أنها تساهم في زيادة معدلات الإصابة بمرض يؤثر بشكل كبير على النساء في جميع العالم.

آخر تعديل بتاريخ
18 ديسمبر 2024
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.