مع دخول فصل الشتاء، تزداد حالات الإصابة بأعراض مشابهة لنزلات البرد مثل الحمى واحتقان الحلق وانسداد الأنف، مما يجعل من الصعب التمييز بين الإنفلونزا وكوفيد-19. خلال جائحة كورونا، أصبحت الاختبارات المنزلية لـ SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لكوفيد-19، وسيلة أساسية للكشف السريع. ومع التطور المستمر في مجال التشخيص، أصبحت هناك الآن اختبارات منزلية تجمع بين الكشف عن كوفيد-19 والإنفلونزا A وB، وهما أكثر سلالات الإنفلونزا شيوعًا. في هذا المقال، سنتناول أهمية هذه الاختبارات المنزلية المزدوجة للكشف عن الإنفلونزا وكوفيد-19 وكيفية استخدامها بدقة وفعالية.
الاختبارات المنزلية المزدوجة للكشف عن الإنفلونزا وكوفيد-19
في الشتاء الماضي، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تراخيص الاستخدام الطارئ لعدد من الاختبارات المنزلية المزدوجة للكشف عن الإنفلونزا وكوفيد-19، مما ساعد على انتشارها بشكل أكبر. وفي هذا الخريف، أصدرت الهيئة أول تصريح تسويق لاختبار مزدوج آخر، وهو "Healgen Rapid Check COVID-19/Flu A&B Antigen Test™"، بعد أن خضع لمراجعة شاملة لسلامته وفعاليته. كما تتوفر اختبارات أخرى مثل "Lucira COVID-19 & Flu Home Test®"، التي يمكن العثور عليها عبر الإنترنت أو في الصيدليات بأسعار تتراوح بين 25 إلى 30 دولارًا.
يشير الخبراء إلى أن الاختبارات المنزلية المزدوجة توفر وسيلة فعالة للكشف المبكر، مما يساهم في سرعة التشخيص واتخاذ الإجراءات اللازمة للعلاج، إذ إن الكشف المبكر عن الإنفلونزا أو كوفيد-19 يساعد الأشخاص على اتخاذ التدابير الوقائية والاتصال بالطبيب للحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب. من خلال هذه الاختبارات، يمكن للأفراد تحديد نوع العدوى بسرعة، وتجنب تفاقم الأعراض التي قد تؤدي إلى تأخير العلاج، مثل استخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل "تاميفلو" للإنفلونزا أو "باكسلوفيد" لكوفيد-19.
كيفية عمل الاختبارات المنزلية المزدوجة للكشف عن الإنفلونزا وكوفيد-19 ودقتها
تشبه طريقة استخدام الاختبارات المنزلية المزدوجة طريقة اختبارات كوفيد-19 المنزلية، إذ يتم استخدام مسحة أنفية لجمع عينة من كل فتحة أنف، ثم يتم غمسها في محلول وخلطها. بعدها، يوضع المحلول في شريط الاختبار، ويتم الانتظار لمدة 15 دقيقة للحصول على النتيجة، التي تظهر على شكل خطوط ملونة تُظهر ما إذا كانت النتيجة إيجابية للإنفلونزا A أو B أو كوفيد-19.
يشير الخبراء إلى أن تكرار الاختبار بعد 48 ساعة في حال كانت النتيجة سالبة يمكن أن يزيد من دقة التشخيص، كما أن هذه الاختبارات مخصصة للأعمار من 2 سنوات فما فوق، إذ يمكن للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 14 عامًا إجراء الاختبار بأنفسهم، بينما يحتاج الأطفال بين 2 و14 عامًا إلى اختبارهم من قبل شخص بالغ.
تعتبر هذه الاختبارات من نوع "الأنتيجين"، والتي تتميز بسرعتها في الحصول على النتائج مقارنة باختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل "PCR" المخبرية، لكنها أقل حساسية، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج خاطئة في بعض الحالات. لذلك، من المهم إجراء المسحة بشكل صحيح لضمان دقة النتيجة. وفقًا لـ FDA، أظهر اختبار "Healgen" دقة تصل إلى 99% في تحديد الحالات السلبية، و92% في تحديد الحالات الإيجابية لكوفيد-19، بينما كانت دقته في تحديد حالات الإنفلونزا A وB مماثلة.
نصيحة من موقع صحتك
بفضل توفر هذه الاختبارات المنزلية المزدوجة للكشف عن كوفيد-19 والإنفلونزا، يمكن للأفراد تحديد حالتهم الصحية بسرعة دون الحاجة إلى زيارة المستشفيات أو العيادات، مما يساعد في الحد من انتشار العدوى وخاصة بين الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، مثل الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة. يساعد هذا التطور في التشخيص السريع على تعزيز الوعي الصحي ويساهم في اتخاذ خطوات وقائية وعلاجية مبكرة. ومع ذلك، تظل الحاجة لاستشارة الطبيب ضرورية في الحالات التي تشتد فيها الأعراض أو تتطلب تدخلاً عاجلاً، لضمان الحصول على الرعاية الطبية المناسبة.