أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة أن الإنفلونزا تجتاح أمريكا بأعراض قوية، مما أدى إلى إغلاق بعض المدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة بسبب تفشي الإنفلونزا والأمراض الموسمية الأخرى، وقد أصبحت الأنظمة المدرسية مكتظة بالطلاب والموظفين المرضى. وفي الأسبوع الماضي؛ أعلنت مجموعة كبيرة من المدارس وحتى مناطق تعليمية بأكملها عن إغلاق أبوابها في 10 ولايات على الأقل، وتشمل هذه تكساس وأوهايو وأوكلاهوما وجورجيا وفيرجينيا وتينيسي وغيرها.
وهذه الإغلاقات تذكرنا بتفشي جائحة كورونا، ولكن هذه المرة تعتبر الإنفلونزا هي السبب الرئيسي وراء إغلاق المدارس، ولكن هذا الإغلاق قصير الأمد، وقد يستمر في الغالب لأيام قليلة فقط. والإنفلونزا هي مرض تنفسي شائع وشديد العدوى، ويسبب أعراضاً لمدة أسبوع، أهمها الحمى والقشعريرة والسعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف وآلام الجسم، وتنتقل العدوى من شخص لآخر بسهولة عبر الرذاذ التنفسي.
واعتباراً من 7 فبراير لعام 2025 يستمر نشاط الإنفلونزا بارتفاع في أمريكا، ويستمر في الزيادة في جميع أنحاء البلاد، فقد أبلغت 43 ولاية على الأقل عن وجود نشاط مرتفع جداً من هذه العدوى، كما تتزايد زيارات الطوارئ المرتبطة بالإنفلونزا، إذ ترتفع الحالات بشكل خاص بين الأطفال، وقد تم الإبلاغ عما لا يقل عن 57 حالة وفاة بسبب الإنفلونزا بين الأطفال هذا الموسم حتى الآن.
وما يخيف هنا ليس الفيروس بحد ذاته، إنما المضاعفات المصاحبة للإنفلونزا، وأهمها العدوى البكتيرية التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة عند الأطفال. وفي الوقت نفسه؛ تشهد الولايات المتحدة أيضًا موجات من انتشار فيروسات النوروفيروس، وكوفيد-19، والفيروس المخلوي التنفسي، وهي حالة وبائية يطلق عليها البعض وصف "الوباء الرباعي".
الإنفلونزا تجتاح أمريكا وحملة إغلاق المدارس
تعتبر المدارس أرضاً خصبة لانتشار الجراثيم، ويعتبر الأطفال أكبر ناقل لفيروسات الإنفلونزا إلى الكبار، كما أن معظم مرافق المدرسة هي مرافق مغلقة تسمح بالاتصال الوثيق وتبادل الأشياء ولمس الأسطح، مما يسهل انتشار فيروس الإنفلونزا، لذا فإن إغلاق المدارس لفترة من الوقت يعتبر وسيلة لتجاوز تفشي المرض. ورغم أنه لن يمنع تفشي المرض المتزايد، لكنه يمكن أن يبطئه، وخلال فترة الإغلاق يتم تنظيف وتعقيم المرافق بشكل عميق.
وحتى الآن؛ بلغ عدد الحالات بسبب الإنفلونزا هذا الموسم 24 مليون إصابة بمرض الإنفلونزا، و310000 حالة دخول إلى المستشفى، بالإضافة إلى 13000 حالة وفاة، وفقاً لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أمريكا. لذا؛ كان قرار إغلاق المدراس وتعليق الدوام الدراسي ضرورياً لمنع زيادة تفشي فيروس الإنفلونزا.
كيفية العلاج والوقاية من الإنفلونزا
على الرغم من أنه تم الإعلان عن أن الإنفلونزا تجتاح أمريكا يقول المختصون إنه لم يفت الأوان بشأن الحصول على لقاح الإنفلونزا، إذ يوصي مركز السيطرة على الأمراض كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق بالحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، إذ يوفر هذا اللقاح حماية ضد سلالات متعددة من الإنفلونزا، منها A و B، لعدة أشهر، وعادة ما ينتهي موسم الإنفلونزا في فصل الربيع.
ويعتبر أخذ لقاح الإنفلونزا مهماً بشكل خاص للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض الشديد، وتشمل هذه الفئات الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، والأطفال دون سن الثانية، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة أو من حالات صحية كامنة.
وإلى جانب الحصول على اللقاح يمكن اتخاذ إجراءات بسيطة للوقاية، مثل البقاء في المنزل عندما تكون مريضاً، وتجنب الاتصال بالمرضى، وغسل اليدين كثيراً، وارتداء قناع في الأماكن المغلقة المزدحمة، وتغطية الوجه عند السعال والعطس. ولا يوجد علاج نوعي للإنفلونزا، إنما يتم التعامل مع الأعراض لتحسين حياة المريض وراحته. وتستمر الأعراض عادة لمدة أسبوع ثم يبدأ المريض يتماثل للشفاء، وتقوم المناعة بالكفاح ضد الفيروس دون تدخل دوائي في معظم الحالات.