كشفت دراسة عالمية حديثة أجراها باحثون من الجمعية الأمريكية للسرطان (ACS) عن ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عامًا. وعلى الرغم من أن هذا المرض كان يعتبر في الماضي ضمن الأمراض الأكثر شيوعًا لدى كبار السن، فإن هذه النتائج تشير إلى أن الفئة العمرية الأصغر تواجه تهديدًا متزايدًا. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة لانسيت لعلم الأورام (The Lancet Oncology) في 11 كانون الأول/ديسمبر 2024.
ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.. ظاهرة تهدد الأجيال الشابة عالميًا
كشفت الدراسة عن ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم (CRC) في وقت مبكر (قبل سن الخمسين) في 27 من 50 دولة حول العالم شملتها الدراسة، مع تسارع هذه الزيادة لدى الشباب الأصغر سنًا في 20 دولة منها. كما أظهرت ارتفاع معدلات الإصابة لدى الشباب الأصغر سنًا في 14 دولة، بينما استقرت هذه المعدلات لدى الأشخاص الأكبر سنًا.
صرحت الدكتورة هيونا سونغ، الباحثة الرئيسية في الدراسة من الجمعية الأمريكية للسرطان: "ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر هو ظاهرة عالمية. أظهرت الدراسات السابقة زيادة هذه المعدلات في البلدان الغربية ذات الدخل المرتفع، ولكن الآن، تبيَّن أنها تزيد أيضًا في مناطق واقتصادات مختلفة حول العالم".
دراسة تظهر ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عالميًا لدى الشباب
هدفت الدراسة إلى تحليل الاتجاهات الحديثة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 25 و49 عامًا مقارنة بالبالغين الأكبر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و74 عامًا. استخدم الباحثون بيانات 50 دولة من قاعدة بيانات CI5 Plus، وقاموا بتحليل اتجاهات معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم حسب السن خلال الفترة من عام 1943 إلى 2017. كما تم قياس الاتجاهات الزمنية حسب العمر عند التشخيص بالمرض وحساب متوسط التغير السنوي المئوي (AAPC) في معدلات الإصابة في آخر 10 سنوات من البيانات.
أظهرت النتائج أن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر كانت مستقرة في 23 دولة، بينما ارتفعت في 27 دولة، مع تسجيل أعلى معدلات زيادة سنوية في نيوزيلندا (4.0%)، وتشيلي (4.0%)، وبورتوريكو (3.8%). وكانت معدلات الإصابة بين البالغين الأكبر سنًا في انخفاض في 10 دول، من بينها كندا والولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا وأستراليا، ومستقرة في 4 دول، وهي بورتوريكو والأرجنتين والنرويج وفرنسا وأيرلندا.
كما أظهرت أن ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الرجال كان أسرع مقارنة بالنساء في 8 دول، من بينها تشيلي والأرجنتين والإكوادور والسويد، بينما كان أسرع لدى النساء في 6 دول من بينها تركيا والنرويج وإنجلترا وأستراليا. وكانت معدلات الإصابة مرتفعة لدى الفئتَين العمريتَين في 13 دولة، من بينها اليابان وهولندا وتايلاند والدنمارك، ولكن كان معدل الزيادة لدى الشباب الأصغر سنًا أكبر مقارنة بالبالغين الأكبر سنًا.
استراتيجيات جديدة مطلوبة لمكافحة سرطان القولون والمستقيم المبكر عالميًا
في آخر 5 سنوات من البيانات، كانت معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر هي الأعلى في أستراليا وبورتوريكو ونيوزيلندا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بمعدل يتراوح بين 14 إلى 17 حالة لكل 100000 شخص، بينما كانت الأدنى في أوغندا والهند بمعدل 4 حالات لكل 100000 شخص.
أشارت الدكتورة سونغ إلى أن الانتشار العالمي لهذه الظاهرة المقلقة يبرز الحاجة إلى تطوير أدوات مبتكرة للوقاية من أمراض السرطان المرتبطة بالعادات الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، والوزن الزائد ومكافحتها. كما أكدت على ضرورة بذل جهود مستمرة لتحديد العوامل الأخرى التي قد تسهم في هذه الظاهرة وتطوير استراتيجيات وقائية فعالة موجهة للأجيال الشابة بما يتناسب مع الموارد المتوفرة في مختلف أنحاء العالم.
وأضافت أن زيادة الوعي بين الشباب وفرق الرعاية الصحية الأولية بأعراض سرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر، مثل النزيف الشرجي، وآلام البطن، وتغير عادات الأمعاء (التبرز)، وفقدان الوزن غير المبرر، يمكن أن يساعد في تسريع التشخيص وتقليل معدلات الوفاة المرتبطة بالمرض.