يُعد الكشف المبكر عن سرطان القولون أمرًا حيويًا لزيادة احتمال نجاح العلاج وتقليل مخاطر المضاعفات. ومن المتوقع أن يشهد عام 2025 إطلاق اختبار منزلي محسَّن للكشف عن سرطان القولون يُسمى "كولوغارد بلس" (Cologuard Plus)، وهو نسخة محدّثة وأكثر دقة من اختبار كولوغارد الأصلي الذي أُطلق لأول مرة عام 2014. يتميز هذا الاختبار المحسَّن بحساسية أعلى في اكتشاف سرطان القولون، ما يجعله خيارًا واعدًا للأشخاص الذين يسعون إلى بديل فعال لفحص القولون بالمنظار (Colonoscopy).
ما هو اختبار كولوغارد بلس؟
اختبار كولوغارد بلس هو اختبار منزلي محسَّن للكشف عن سرطان القولون، يُستخدم للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا فما فوق، والذين يُعتبرون ضمن الفئة ذات المخاطر المتوسطة، أي الذين ليس لديهم تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان القولون.
يعمل كل من اختبار كولوغارد الأصلي وكولوغارد بلس بنفس الآلية؛ إذ يقوم المريض بجمع عينة براز في المنزل باستخدام ورقة معالَجة توضع فوق المرحاض. بعد ذلك تُوضع العينة في وعاء خاص مرفق مع طابع بريد مسبق الدفع لإرسالها إلى الشركة لتحليلها.
ما مدى كفاءة كولوغارد بلس مقارنة بالإصدار الأصلي؟
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على اختبار كولوغارد بلس بعد دراسة سريرية أُجريت عام 2024 بمشاركة 20,000 شخص. قارنت الدراسة بين كولوغارد بلس والاختبار المناعي الكيميائي البرازي (Fecal Immunochemical Test - FIT)، وهو اختبار يكشف عن الدم الخفي في البراز، والذي يُعد مؤشرًا مبكرًا على سرطان القولون.
كشفت نتائج الدراسة أن اختبار كولوغارد بلس تمكن من اكتشاف 94% من حالات السرطان، مقارنة بـ 67% فقط لاختبار FIT. كما حدد كولوغارد بلس الأشخاص غير المصابين بسرطان القولون أو الأورام الحميدة المتقدمة بدقة بلغت 93%، في حين كانت دقة FIT في هذه الحالة 96%.
ورغم أن كولوغارد بلس لم يُقارن مباشرة مع كولوغارد الأصلي في هذه الدراسة، فإن الشركة المصنعة "Exact Sciences" أوضحت أن الاختلاف الرئيسي بينهما يكمن في مدة صلاحية العينة؛ إذ يجب إرسال عينة اختبار كولوغارد في غضون أربعة أيام، بينما يمكن إرسال عينة كولوغارد بلس في غضون ستة أيام بفضل المواد الحافظة المختلفة المستخدمة.
وأشارت الشركة إلى أن كولوغارد بلس قد يكون أكثر دقة بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بكولوغارد الأصلي، مع تقليل نسبة النتائج الموجبة الكاذبة (False Positives). تبلغ نسبة النتائج الموجبة الكاذبة في اختبار كولوغارد حاليًا 13%.
ما هي تكلفة كولوغارد بلس وكيف يمكن الحصول عليه؟
من المتوقع أن يتوفر اختبار كولوغارد بلس بحلول نهاية يونيو 2025، ليُصبح متاحًا كخيار مريح للأشخاص الذين يفضلون إجراء فحص منزلي بدلاً من الخضوع لمنظار القولون (Colonoscopy). يُطلب اختبار كولوغارد بلس عادةً من قبل الطبيب، وتُرسَل مجموعة الاختبار إلى منزل المريض مع تعليمات واضحة حول كيفية جمع العينة وإرسالها للتحليل.
ورغم أن التكلفة الدقيقة لاختبار كولوغارد بلس لم تُحدد بعد، فمن المرجح أن تكون أعلى من تكلفة الاختبار المناعي الكيميائي البرازي، الذي يُعد خيارًا أقل تكلفة ولكنه أقل دقة نسبيًا. ومع ذلك، فإن كولوغارد بلس يتميز بحساسية أعلى في اكتشاف سرطان القولون، ما يجعله خيارًا فعالًا للكشف المبكر.
يُنصح باستشارة الطبيب لمعرفة الخيار الأنسب لحالتك الصحية، ومناقشة الخيارات المتاحة للكشف عن سرطان القولون، بما في ذلك اختبار كولوغارد بلس وغيره من الفحوصات المعتمدة.
متى يُفضل استخدام كولوغارد بلس؟
تُوصي فرقة العمل الأمريكية للخدمات الوقائية بعدة خيارات للكشف عن سرطان القولون، منها:
- إجراء منظار القولون كل 10 سنوات بعد عمر 45 سنة.
- إجراء اختبار كولوغارد بلس أو كولوغارد كل 3 سنوات.
- إجراء اختبار المناعي الكيميائي البرازي كل سنة.
ويُعد منظار القولون الخيار الأكثر دقة، إذ يُتيح للطبيب اكتشاف وإزالة الأورام الحميدة المتقدمة خلال الإجراء نفسه، ما يجعله وسيلة فعالة للكشف والوقاية في آنٍ واحد. ومع ذلك، يتطلب منظار القولون اتباع نظام غذائي سائل لتنظيف القولون قبل الفحص، إلى جانب الحاجة لأخذ يوم إجازة من العمل لترتيب وسيلة نقل بعد الإجراء بسبب استخدام المهدئات.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يفضلون خيارًا أقل تدخلًا، فإن اختبار كولوغارد بلس يُعد بديلاً منزليًا مريحًا. ومع ذلك، في حال كانت النتيجة موجبة، يبقى من الضروري الخضوع لمنظار القولون لتأكيد التشخيص واتخاذ الخطوات الوقائية المناسبة.
نهايةً، يعد اختبار كولوغارد بلس هو اختبار منزلي محسَّن للكشف المبكر عن سرطان القولون يُتوقع إطلاقه في يونيو 2025. يتميز هذا الاختبار بدقة محسَّنة قد تصل إلى 30% مقارنة بكولوغارد الأصلي، مع تقليل معدل النتائج الموجبة الكاذبة. بالنسبة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا فما فوق، تعد استشارة الطبيب حول خيار الفحص الأنسب خطوة مهمة لضمان الكشف المبكر والوقاية من سرطان القولون.