يعد الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا خطوة حاسمة في تحسين فرص العلاج والشفاء، لكن الفحوصات التقليدية غالباً ما تتطلب إجراءات مؤلمة مثل الخزعات التي قد تكون غير ضرورية اليوم. وحديثا؛ أظهر اختبار بول لسرطان البروستاتا نتائج واعدة في هذا المجال، ويمكن أن يُحدث نقلة نوعية في التشخيص. يهدف هذا الاختبار إلى رصد سرطان البروستاتا بدقة عالية، مما قد يقلل من الحاجة إلى الخزعات، ويقلل من معاناة المرضى وخطر المضاعفات المرتبطة بهذه الإجراءات. فهل يمكن أن يكون هذا الاختبار الحل المنتظر للتشخيص السريع والدقيق؟
اختبار بول لسرطان البروستاتا
أظهر اختبار بول لسرطان البروستاتا يَستخدم 17 علامة وراثية (Genetic Markers) دقة عالية في الكشف عن أنواع سرطان البروستاتا الخطيرة، كما ساعد في تقليل الخزعات (Biopsies) غير الضرورية للأشخاص المصابين بسرطان البروستاتا البطيء النمو والمنخفض الدرجة. على الرغم من هذه النتائج المبشرة، تظل هناك تساؤلات حول قدرة اختبار بول لسرطان البروستاتا على تحقيق نفس الدقة في مجموعات سكانية أكثر تنوعًا عرقيًا.
حدد الباحثون 17 علامة وراثية يتم الإفراط في التعبير عنها في حالات الإصابة بسرطانات البروستاتا العالية الدرجة، ويمكن فحص هذه العلامات باستخدام اختبار للبول بدقة عالية. ويشير الخبراء إلى أن اختبار بول لسرطان البروستاتا قد يساعد الأطباء في تمييز هذه السرطانات الخطيرة، مع تقليل الحاجة إلى الخزعات غير الضرورية.
يتم تصنيف سرطانات البروستاتا عادة بناءً على درجة غليسون (Gleason Score)، إذ يزداد احتمال انتشار السرطان ونموه السريع مع ارتفاع هذه الدرجة. ويمكن أن يساعد اختبار بول لسرطان البروستاتا في تشخيص هذا السرطان وعلاجه في مراحل مبكرة، مع تقليل الحاجة إلى إجراءات جراحية.
تحسينات على اختبار المستضد البروستاتي النوعي لسرطان البروستاتا
فحص سرطان البروستاتا باستخدام اختبار المستضد البروستاتي النوعي (PSA) في الدم محفوف بمخاطر عدة، من بينها احتمالية الخضوع لإجراءات متوغلة وغير ضرورية مثل الخزعات. ومع ذلك، تساهم الابتكارات في مجال اختبارات المؤشرات الحيوية (Biomarker Tests) في تحسين دقة التشخيص بالإضافة إلى اختبارات المستضد البروستاتي النوعي.
أظهرت نتائج أحد هذه الاختبارات، والمعروف باسم (MyProstateScore 2.0 -MPS2)، التي نُشرت في مجلة JAMA Oncology، أن هذا الاختبار يتمتع بدقة عالية في الكشف عن هذه السرطانات العالية الدرجة، فقد بلغت حساسيته (Sensitivity) 95% للسرطانات من الدرجة الثانية أو أعلى، و99% للسرطانات من الدرجة الثالثة أو أعلى. ويعتقد الأطباء أن هذا الاختبار يمثل خطوة مهمة في هذا المجال لصالح المرضى على المدى البعيد.
ومع ذلك، يبقى التساؤل حول مدى دقة الاختبار عند تطبيقه على مجموعة سكانية متنوعة عِرقيًا، إذ أشار أستاذ مشارك في طب المسالك البولية إلى أن هناك قيودًا واضحة في هذا الصدد.
خفض النتائج "الإيجابية الكاذبة" في فحوصات سرطان البروستاتا
أظهرت الدراسة أيضًا أن هذا الاختبار يمكن أن يقلل من عدد الخزعات غير الضرورية بنسبة 35-42%، وأوضح مؤلف الدراسة الرئيسي، أن هذا الاختبار يمكن أن يحافظ على فوائد اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA) في الكشف المبكر عن السرطانات الخطيرة، بينما يقلل من الأضرار المحتملة الناجمة عن النتائج الإيجابية الكاذبة (False Positives) التي تسبب التوتر والقلق عند المريض.
تحديات تتعلق بالدقة لدى الأقليات العِرقية
رغم النتائج الإيجابية، تظل هناك قيود تتعلق بتطبيق هذا الاختبار على الأقليات العِرقية. وقد وجدت دراسات سابقة اختلافات في مستويات PSA بين الأعراق المختلفة، مما يؤثر على قرارات الأطباء بشأن الحاجة لفحوصات إضافية.
نصيحة من موقع صحتك، يُنصح الرجال مع تقدمهم في العمر، بمراقبة صحتهم وإجراء الفحوصات الدورية للكشف عن سرطان البروستاتا. فمع التطورات الحديثة، مثل الاختبار الجديد للبول، يمكن اكتشاف هذا المرض في مراحله المبكرة وبأقل قدر من التدخل الجراحي، مما يزيد من فرص العلاج الناجح ويحافظ على جودة الحياة.