أعلن مركز لانجون الطبي في نيويورك (NYU Langone Health) بالولايات المتحدة عن إزالة كلية خنزير من مريضة أميركية بعد 130 يومًا من الزرع، وهي أطول مدة يعيشها إنسان مع عضو مزروع من خنزير، بعد أن بدأ جسمها يرفض هذه الكلية المعدَّلة وراثيًا، ما استدعى عودة المريضة مجددًا إلى غسيل الكلى. أُجريت عملية استئصال الكلية المزروعة في 4 نيسان/أبريل 2025، وتتعافى المريضة حاليًا في منزلها بمدينة غادسدن في ولاية ألاباما الأمريكية.
هل تكون أعضاء الخنازير المعدَّلة وراثيًا الحل لأزمة زراعة الأعضاء؟
يُجري العلماء تعديلات وراثية على الخنازير لجعل أعضائها أكثر شبهًا بالأعضاء البشرية لمعالَجة النقص الحاد في الأعضاء البشرية المتوفرة للزرع، إذ يوجد أكثر من 100000 شخص على قائمة الانتظار في الولايات المتحدة للحصول على عضو مناسب لعملية الزرع، معظمهم يحتاجون إلى كلية، ويموت الآلاف منهم قبل حصولهم على متبرِّع.
في التجارب السابقة، تم إجراء 4 عمليات زرع لأعضاء خنازير معدلة وراثيًا، قلبَين وكليتَين، لكنها لم تنجح لأكثر من شهرين، وكان هؤلاء المرضى في حالات صحية حرجة قبل الجراحة، وتوفّوا جميعًا بعد ذلك بفترة قصيرة. يحاول الباحثون الآن إجراء عمليات الزرع هذه للمرضى في الحالات الصحية الأقل حرجًا، كما في حالة هذه المريضة. وتجدر الإشارة إلى أن رجلًا من ولاية نيو هامبشاير بالولايات المتحدة أُجريَت له عملية زرع كلية خنزير في مطلع هذا العام، وهو الآن ما يزال في حالة جيدة. كما أعلن باحثون صينيون مؤخرًا عن نجاح عملية زراعة كلية من حيوان إلى إنسان. ومن المقرَّر في هذا الصيف، أن يجري الباحثون دراسة دقيقة حول عمليات زرع الكلية من الخنازير.
إزالة كلية خنزير من مريضة بعد رفض الجسم للعضو
كانت المريضة، توانا لوني، تخضع لغسيل الكلى منذ عام 2016، ولم تكن مؤهلة لعملية زرع عادية لأن جسمها كان يحتوي على مضادات أجسام مناعية نادرة تقوم برفض الكلية البشرية بسرعة، لذلك، تم البحث عن كلية خنزير معدل وراثياً وأجريت عملية الزرع في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. أطلقت لوني على نفسها لقب "المرأة الخارقة" بعد أن عاشت بكلية خنزير معدّلة وراثيًا لفترة أطول من أي شخص آخر أجريت له مثل هذه العملية من قبل، وكانت الكلية تعمل بشكل جيد حتى أوائل شهر نيسان/أبريل عندما بدأ جسم المريضة برفضها.
ما العوامل التي دفعت الأطباء إلى إزالة كلية خنزير من مريضة بعد أشهر من الزرع؟
أوضح الدكتور روبرت مونتغومري، الجراح الذي أجرى العملية، أن السبب الدقيق لرفض الجسم لكلية الخنزير المزروعة ما يزال قيد البحث، وأشار إلى أن المريضة وأطباءها اتفقوا على أن إزالة كلية الخنزير ستكون أقل خطورة من محاولة إنقاذها بجرعات أعلى وأكثر خطورة من الأدوية المضادة لرفض الأعضاء المزروعة. وأكّد أن حالة المريضة ليست أسوأ مما كانت عليه قبل إجراء عملية زرع الكلية، بل هي في حال أفضل لأنها حصلت على فترة راحة من غسيل الكلى لمدة 4 أشهر ونصف.
أشار الدكتور مونتغومري إلى أن المريضة قبل أن يبدأ جسمها في رفض الكلية المزروعة بوقت قصير كانت تعاني من عدوى مرتبطة بجلسة غسيل كلوي سابقة، ما استدعى تقليل جرعة الأدوية المثبطة للمناعة المضادة لرفض الأعضاء المزروعة. وفي الوقت نفسه، كان جهازها المناعي يستعيد نشاطه بعد عملية الزرع، وهذه العوامل مجتمعة قد تكون ألحقت الضرر بالكلية الجديدة.
إزالة كلية خنزير من مريضة أمريكية تسلط الضوء على تحديات زرع الأعضاء
رفْض الجسم للعضو المزروع هو من أبرز التحديات بعد عمليات زرع الأعضاء البشرية، وفي بعض الأحيان، يخسر المرضى أعضاءهم المزروعة الجديدة. يقوم الأطباء بعمل توازن دقيق بين تثبيط أجهزة المناعة لدى المرضى بما يكفي للحفاظ على العضو الجديد مع الحفاظ على قدرتهم في مقاومة العدوى.
وعلى الرغم من التقدُّم في تعديل الأعضاء الحيوانية وراثيًا لتقليل الرفض المناعي الفوري، فإن عمليات الزرع من الحيوان إلى الإنسان تواجه تحديات أكبر، فالمرضى بحاجة دائماً إلى أدوية لتثبيط المناعة. وأوضح الأطباء أن الأدوية الأفضل لمنع أشكال الرفض ما تزال غير واضحة، وأن مجموعات بحثية مختلفة تَستخدم تركيبات مختلفة.