للمرة الأولى في المملكة المتحدة، تمكّنت امرأة تُدعى "غريس" من إنجاب طفلة بعد أن خضعت لعملية زراعة رحم (Womb Transplant) من متبرعة حية هي أختها "آيمي". هذا الحدث الطبي الفريد يمثل نقلة نوعية في مجال طب الخصوبة (Fertility Medicine) وجراحة زراعة الأعضاء التناسلية (Reproductive Organ Transplantation)، ويُعدّ إنجازًا يُحتفى به في تاريخ الطب البريطاني.
ولادة استثنائية
في شهر فبراير من عام 2025، وُلدت الطفلة "آيمي إيزابيل" عبر عملية قيصرية (Caesarean Section) في مستشفى كوين تشارلوت آند تشيلسي (Queen Charlotte’s and Chelsea Hospital) في لندن. وقد اختارت الأم أن تُطلق على ابنتها اسماً مركباً من اسم "آيمي" تكريمًا لأختها التي تبرعت لها بالرحم، واسم "إيزابيل" نسبةً إلى الدكتورة إيزابيل كويروغا (Miss Isabel Quiroga) التي شاركت في قيادة العملية الجراحية المعقدة.
وتسير صحة الأم والطفلة على ما يرام، في قصة تلهم الأمل للكثير من النساء اللواتي يعانين من العقم الناتج عن غياب أو تلف الرحم.
تفاصيل البرنامج الطبي
تم تنفيذ زراعة الرحم ضمن برنامج بحثي خاص بتمويل من مؤسسة (زرع الرحم في المملكة المتحدة: ووم ترانسبلانت يو كيه Womb Transplant UK)، وهو مشروع يتضمن خمس عمليات زرع الرحم تمت الموافقة عليها من قبل "هيئة الأنسجة البشرية" (Human Tissue Authority). ويتم تنفيذ البرنامج بواسطة فريق طبي مشترك من عدة مؤسسات صحية مرموقة، منها:
-
هيئة خدمات الصحة الوطنية في المعهد الملكي (Imperial College Healthcare NHS Trust)
-
مستشفيات جامعة أكسفورد (Oxford University Hospitals NHS Foundation Trust)
-
مستشفى ليستر، التابع لمجموعة HCA Healthcare
أهمية زراعة الرحم
الكلمة المفتاحية "زراعة الرحم" (Womb Transplant) تتكرر في هذا الحدث الطبي الهام الذي يسلط الضوء على خيار علاجي جديد للنساء اللواتي وُلِدن بدون رحم، أو فقدنه بسبب أمراض مثل السرطان. وتشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل 5000 امرأة في المملكة المتحدة تولَد بدون رحم صالح للحمل، مما يجعل خيار زراعة الرحم حلًا ممكناً لإحياء الأمل بالأمومة.
وقد صرّح البروفيسور ديريك ماناس (Prof. Derek Manas)، المدير الطبي للتبرع بالأعضاء والأنسجة في هيئة الصحة الوطنية NHS: 'نحن نهنئ الوالِدين ونتمنى للأم والطفلة كل الخير، كما نثني على الفريق الطبي الرائع، ونشيد بأروع أشكال العطاء من المتبرعة الحية التي قدّمت هدية الحياة عبر التبرع بالرحم ضمن برنامج أبحاث خاص."
التاريخ العالمي وراء زراعة رحم
رغم أن هذه هي أول حالة من نوعها في المملكة المتحدة، إلا أن زرع الرحم ليست عملية جديدة على المستوى العالمي. فقد أجريت أولى العمليات الناجحة في مدينة غوتنبرغ بالسويد عام 2013. ومنذ ذلك الحين، تم إجراء أكثر من 100 عملية زراعة رحم حول العالم، نتج عنها أكثر من 50 ولادة لأطفال أصحاء.
نهايةً، قصة غريس وآيمي هي أكثر من مجرد إنجاز طبي، إنها شهادة حية على القوة التي يمنحها الأمل، وعلى الإمكانيات المتنامية لطب زراعة الأعضاء. من خلال زراعة الرحم، تُعاد كتابة قصص الأمومة لكثير من النساء اللواتي كنّ يعتقدن أن الإنجاب بعيد المنال. ومع استمرار التجارب الطبية الناجحة، يبدو أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت السعيدة في عالم الإنجاب البديل.