توصلت دراسة جديدة نُشرت في مجلة (JAMA Neurology) بتاريخ 7 أبريل 2025، إلى أن دواء أوزمبيك قد يقلل الإصابة بألزهايمر بالإضافة إلى بعض أدوية السكري، وقد تبين من الدراسة أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين يتناولون دواءين شائعين من أدوية للسكري قد انخفض لديهم خطر الإصابة بألزهايمر والخرَف المرتبط به، وكانت الأدوية المعنية هي ناهضات مستقبلات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون-1 (GLP-1RAs)، مثل أوزمبيك وويجوفي، ومثبطات ناقل الصوديوم-الجلوكوز المشترك-2 (SGLT2is)، مثل جارديانس.
على وجه التحديد، ارتبط GLP-1RA بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 33%، بينما ارتبط SGLT2i بانخفاض خطر الإصابة بنسبة 43%. ومع ذلك، لم ترتبط أدوية السكري الأخرى بتغير في المخاطر.
كيف يرتبط الخرَف والسكري؟
مع ارتفاع متوسط عمر الأشخاص بشكل مطرد، فإن حالات الخرف ترتفع بالتوازي مع ذلك، وعلى الرغم من عقود من الأبحاث المكثفة، ما يزال العلاج بعيد المنال، ولكن بعض العلاجات قد تبطئ من تقدم المرض، إلا أننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق أي تقدم ملموس.
ويضاف إلى هذه التحديات، أنه إذا تم العثور على دواء فعال، فسيستغرق الأمر سنوات عديدة لبناء قاعدة أدلة كافية، وإنفاق ملايين الدولارات لطرحه في السوق. ولهذه الأسباب، يركز بعض الباحثين على العقاقير الموجودة حاليًا، فإذا تمكنوا من تحديد دواء يُستخدم بالفعل على نطاق واسع ويُساعد على تقليل خطر الإصابة بالخرف، فسيكون الطريق أقصر بكثير، إضافة إلى توفره على نطاق أوسع.
أشارت بعض الأبحاث الحديثة إلى أن داء السكري من النوع الثاني والخرف قد يشتركان في بعض أوجه التشابه الفسيولوجية، بما في ذلك الالتهاب وضعف إشارات الإنسولين في الدماغ. كما أن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
وهذا يثير سؤالاً مثيراً للاهتمام: إذا كان هناك دواء يقلل من تأثير داء السكري من النوع الثاني، فهل يمكن أن يقلل أيضاً من خطر الإصابة بالخرف؟ تحقق العلماء الآن من هذا الأمر، وتشير بعض الأدلة إلى أن دواء أوزمبيك قد يقلل الإصابة بألزهايمر والخرف، ولكن كما أوضح مؤلفو الدراسة الأخيرة، فإننا بحاجة إلى المزيد من الأدلة.
أوزمبيك قد يقلل الإصابة بألزهايمر
للتحقق من ذلك، حصل العلماء على بيانات من ولايات فلوريدا وجورجيا وألاباما، وقد بلغ إجمالي عدد المشاركين 92,160 شخصًا تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر مصابين بداء السكري من النوع الثاني، وتمت متابعة المشاركين حتى وفاتهم أو إصابتهم بالخرف، بما في ذلك مرض ألزهايمر والخرف الوعائي والخرف الجبهي الصدغي وخرف أجسام ليوي. ركّز الباحثون على ثلاث مقارنات:
- استخدامهم أدوية (GLP-1RA) مثل أوزمبيك مقابل أدوية الخط الثاني الأخرى لخفض الغلوكوز.
- استخدامهم أدوية (SGLT2i) مثل جارديانس مقابل أدوية الخط الثاني الأخرى لخفض الجلوكوز.
- استخدامهم أدوية (GLP-1RA) مقابل أدوية (SGLT2i).
وخلص العلماء إلى أن أدوية (GLP-1RA) و(SGLT2i) ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بالخرف مقارنة بأدوية الخط الثاني من داء السكري، ذكّر الباحثون أن أوزمبيك قد يقلل الإصابة بألزهايمر بنسبة 33%، وذلك بالطبع ينطبق على غيره من أدوية السكري من نوع (GLP-1RA)، بينما قد يرتبط دواء جارديانس وغيره من الأدوية من نوع (SGLT2i) بانخفاض حدوث الخرف بنسبة 43%.
كيف تقلل هذه الأدوية من خطر الإصابة بالخرف؟
على الرغم من أن العلماء لا يعرفون على وجه اليقين كيف يمكن أن تقلل أدوية (GLP-1RA) و(SGLT2i) من خطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، فإن القائمين على الدراسة يقترحون بعض الآليات المحتملة، فمثلاً، ثبت أن أدوية (GLP-1RA) تؤدي إلى:
- تقليل الالتهاب العصبي.
- تحسين إشارات الإنسولين في الدماغ.
- تعزيز نمو الخلايا العصبية الجديدة (تكوين الخلايا العصبية).
بينما قد تحمي أدوية (SGLT2i) الدماغ من خلال:
- تحسين تدفق الدم إلى الدماغ.
- تقليل الإجهاد التأكسدي.
- تعزيز نشاط الميتوكوندريا التي تنتج الطاقة في الخلايا.
ويوضح العلماء أيضاً أن كلا الدواءين مرتبطان بتحسين صحة الأيض والأوعية الدموية، وكلاهما قد يدعمان وظيفة الدماغ الصحية. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأدلة على أن هذه الأدوية قد تقلل من مستويات بروتينات أميلويد بيتا وبروتينات تاو في الدماغ، وهي السمات المميزة لمرض ألزهايمر.
نصيحة من موقع صحتك
بالرغم من نتائج هذه الدراسة التي تشير إلى أن أوزمبيك قد يقلل الإصابة بألزهايمر والخرف بالإضافة إلى أدوية السكري مثل جارديانس، فما يزال من المبكر تعميم هذه النتائج وبدء استخدام هذه الأدوية على نطاق واسع لهذا الهدف، ولكن ما تشير إليه هذه الدراسة وغيرها من الدراسات السابقة ضرورة تنظيم مستويات الإنسولين والسيطرة على الالتهاب لإبطاء تطور بعض التغيرات في الدماغ المرتبطة بالخرف، فإذا كنت مصاباً بالسكري، احرص على اتباع توصيات الطبيب والأدوية التي يصفها لك كي تبقي المرض تحت السيطرة، ولِتَحُد من حصول المضاعفات الكثيرة المحتملة للمرض، وقد تحمي بهذا نفسك من الخرف في الوقت نفسه. من الضروري التنويه إلى ضرورة عدم استخدام أي دواء لأي سبب كان دون استشارة الطبيب.