أصدر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) وهيئة سلامة الغذاء الأوروبية (EFSA) تقريراً يظهر إصابة 509 أشخاص في تسع دول أوروبية خلال العامين الماضيين بعدوى بكتيريا السالمونيلا التي تسبب مرض التيفوئيد، وقد شمل هذا التفشي 8 أنماط من السالمونيلا. وقد أثر بشكل رئيسي على دول مثل النرويج (257 حالة)، وفنلندا (94 حالة)، والسويد (110 حالات). وشملت الدول الأخرى المتضررة: ألمانيا، وهولندا، وفرنسا، والدنمارك، وبلجيكا، وإستونيا، والمملكة المتحدة، فكيف كافحت أوروبا تفشي السالمونيلا المرتبط بالبذور المنبتة وماهي الخطوات المستقبلية؟
لماذا تُعتبر البذور المنبتة بيئة مناسبة لنمو البكتيريا؟
البذور المنبتة هي البذور التي تم إنباتها جزئيًا عن طريق نقعها في الماء والسماح لها بالنمو لبضعة أيام حتى تبدأ في إنتاج براعم صغيرة، من الأمثلة الشائعة على ذلك بذور البرسيم، والعدس، والفجل، والفاصوليا، والحلبة. تُعتبر هذه البذور مغذية لكنها قد تكون عرضة للتلوث بالبكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية (E. coli) بسبب البيئة الرطبة التي تُنبت فيها، مما يجعلها بيئة ممتازة لنمو البكتيريا.
ما هي أسباب تفشي السالمونيلا المرتبط بالبذور المنبتة ؟
بعد التعاون الكثيف بين قطاعي الصحة العامة وسلامة الأغذية؛ تم تحديد ناقل العدوى على أنه البراعم المنبتة، وهي نتيجة أكدها تحليل تسلسل الجينوم الكامل المركزي (WGS) في الاتحاد الأوروبي، وكشفت تحقيقات إضافية أن المصدر المشترك كان على صلة بثلاثة مزارعي بذور في المنطقة الجغرافية نفسها من إيطاليا. وأكد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) على ضرورة إجراء المزيد من التحقيقات في التلوث البيئي على مستوى المزارعين، واحتمالية التلوث المتبادل على طول سلسلة توريد البذور لفهم وجود سلالات متعددة من السالمونيلا.
ما هي الخطوات الوقائية التي اتُّخذت للحد من تفشي السالمونيلا المرتبط بالبذور المنبتة ؟
نفذت السلطات في البلدان المتضررة تدابير سلامة غذائية عديدة، بما في ذلك سحب دفعات البذور الملوثة، مما أدى إلى انخفاض كبير في عدد الحالات الجديدة. ومع ذلك، استمرت بعض البلدان في اكتشاف إصابات إضافية، مما يشير إلى احتمال استمرار تداول المنتجات الملوثة. وقد حذّر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها من أن الحالات قد تستمر حتى يتم تحديد مصدر التلوث بدقة ومعالجته بشكل صحيح. وأكدت الوكالة أيضًا على ضرورة التزام منتجي البذور بالممارسات الزراعية الصارمة لمنع التلوث الميكروبي، في حين ينبغي على منتجي البراعم تنفيذ أنظمة قوية لضبط سلامة الأغذية وضمان سلامة منتجاتهم