العيد فرحة وصحة فلا تُهملوه
الأعياد سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى من التعاليم الإسلامية التي كانت وما تزال سبباً في إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوبنا، فهي إذاً حاجة صحية لنا جميعاً.
صغارًا كانوا أو كباراً؛ فإنهم ينتظرون العيد للتعبير عن الفرح، ولكن في هذه الأيام ومع تكاثر الأحزان والهموم والصعوبات الحياتية أصبح معظم الناس يتعاملون مع الأعياد بفرحة وبهجة أقل، خصوصاً لدى الكِبار.
فرحة العيد
يجتمع الأهل والأحباب يومها بزيٍّ جديد أنيق يُظهِرون إعجابهم ببعضهم، ويتعانقون فتصفى القلوب، كم لهذا الودِّ المتبادل من تأثير في علاقاتنا الاجتماعية! ربما تكون هذه الزيارة بعد غياب طويل بسبب البحث عن لقمة العيش.
من منكم لا يحتاج أن يشعر بأنه محبوب ومرغوب؟! من منكم لا يُسعِده رؤية أحبابه في دياره؟! من منكم يؤسفه وِحدة جاره العجوز أو أرملة في الحي لا يطرق بابها طارق؟!
"العيد" فرحة في حدِّ ذاته، لك ولأقربائك وجيرانك والأصدقاء.
العيد وإدمان العمل
"إدمان العمل" هو تعبير عن أحد أعراض الكمالية، فهناك بعض الأشخاص يمثل له العمل لذة ساعة استمتاعه، ومهربًا ساعة ألمه، وربما يهمل نفسه وأهله بسبب ذلك، وهنا يأتي العيد بكونه وقتاً مستقطعاً بالنسبة له، فهو إما يكون متكاسلاً متراخياً عن العمل، أو مدمناً للعمل يجد المعنى كل المعنى فيه، فتأتي هذه المناسبة لتكون محطة للترويح، لينشط بعده الفرد لموسم جديد من العمل، فالأصغر يأتي قبل موسم الحج، والأكبر يأتي قبل افتتاح العام الجديد.
معنى الانتماء
الاحتياج للانتماء؛ يعتبر العيد أحد أكثر الاحتياجات أصالة، وفي الأعياد يحدث التحام لنسيج الأمة المتناثر في مشارق الأرض ومغاربها، الجميع يخرجون للفرح والتهليل والتكبير.
لماذا لم يعد الشعور كما كان؟
من منا لا يسمع جملة: "العيد لم يعد كزمان"، ونحن نظن أن الزمان هذا هو الزمان الفعلي، وهو كذلك بالفعل، فأساليب البهجة وأجواء العيد اختلفت، لكن ألا تلاحظ أن الأطفال ما يزالون يجدون بهجتهم في العيد، فلماذا هم وليس نحن؟!
هناك معنى آخر، وهو أن الأطفال يبتهجون بالعيد لكونه عيداً ، يجدون فيه فرصة للخروج من قيد البيت والانضباط، لكننا بينما نكبر ندرك شيئاً فشيئاً معنى السبب والنتيجة، وأنه نتيجة الجهد والاجتهاد في موسم العبادة السابق له، وشعورنا بالتقصير يبدد القدرة على الاستمتاع به.
ختاماً، دع عنك الأحزان، وقم بالتعبير عن البهجة، ولا مانع أن تتبادل وزوجك العيدية، أعط لنفسك عطلة، رتب ملابسك، شذب شعرك، واسترجع قليلاً من ذكريات الطفولة، وتذكَّر فضل الله عليك.
