وافقَت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية في 28 يونيو 2023 على اعتماد طريقة جديدة في علاج السكري من النوع الأول (السكري الشبابي). تعتمد هذه الطريقة الأولى من نوعها على حَقن خلايا جُزر البنكرياس بعد استخلاصها من أجسام متوفِّين حديثًا. تنظِّم هذه الخلايا إفراز هرمونات الإنسولين والغلوكاغون في الجسم بما يتناسب مع مستويات السكر في الدم. أي أن هذه الطريقة هي نوع من زرع الأعضاء من شخص متوفى حديثاً يتبرع أهله، أو يوصي هو قبل وفاته، بالتبرع ببعض أعضاء جسمه لعلاج بعض المرضى في الحالات التي تحتاج إلى هذه الأعضاء.
من هم المرضى الذين قد يستفيدون من هذه الطريقة في العلاج؟
تم اعتماد هذه الطريقة في العلاج للمرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول، خاصة الذين يصعب ضبط مستويات السكر لديهم، والذين يتعرضون لنوبات كثيرة وشديدة من هبوط السكر قد تشكل خطرًا على حياتهم. ويعتبر حَقن خلايا جُزر البنكرياس طريقة جديدة في علاج هؤلاء المرضى. حاول العلماء في الماضي زرع خلايا جُزر البنكرياس تحت الجلد، ولكن هذه العمليات لم تنجح كثيراً لأسباب تتعلق بالرفض المناعي، وحدوث تليف وتلف في هذه الخلايا بعد زرعها بفترة قصيرة.
كيف يتم حَقن خلايا جُزر البنكرياس؟
يتم حَقن هذه الخلايا في الوريد البابي الذي يغذّي الكبد، وذلك عن طريق إدخال قسطرة وريدية يتم تمريرها إلى الوريد البابي بدلالة التصوير الشعاعي. قد يحتاج المريض إلى إعطاء حقنة ثانية من هذه الخلايا بعد فترة لتدعيم فعاليتها. كما يحتاج المريض بالطبع لتناول أدوية مخفضة للمناعة لتجنّب رفض جسمه للخلايا المزروعة الغريبة عنه.
هل تمّت تجربة هذا العلاج عند الإنسان؟
أجريت دراستان على تطبيق هذه الطريقة في العلاج عند الإنسان حتى الآن. شملت هذه الدراسات المبدئية حَقن خلايا جُزر البنكرياس لدى 30 مريضًا مصابًا بالسكري من النوع الأول الذي يصعب ضبطه بوسائل العلاج المعتمَدة من قبل.
نجحت هذه الطريقة الجديدة في العلاج لدى 21 مريضًا (70%)، استطاع هؤلاء المرضى التخلي تمامًا عن أخذ الإنسولين فترة سنة كاملة، مع محافظتهم على مستويات السكر في الدم، وعدم تعرضهم لنوبات نقص أو زيادة السكر في الدم، وبقاء مستوى السكر التراكمي A1c لديهم أقل من 6.5%. احتاج هؤلاء المرضى لحَقن هذه الخلايا مرة إلى ثلاث مرات.
استمرت هذه النتائج الناجحة فترة خمس سنوات لدى 10 مرضى، بينما لم تنجح هذه الطريقة في علاج خمسة من المرضى (24%).
هل حدثت أعراض جانبية مهمة عند تطبيق هذه الطريقة في العلاج؟
سُجلت اختلاطات مهمة في بعض الحالات، كما حدثت وفاة واحدة لمريض أصيب بحالة انتانية شديدة بعد 532 يوماً من حَقن خلايا جُزر البنكرياس، ربما بسبب تناوله الأدوية المخفضة للمناعة.
شملت أغلب الأعراض الجانبية التي سُجلت لهذه الطريقة في العلاج أعراضًا مثل: الغثيان والتعب العام وفقر الدم والإسهال وألم البطن، وبعض الحالات التحسسية.
ما الذي يعنيه اعتماد هذه الطريقة الجديدة في علاج السكري من النوع الأول؟
تفتح هذه الطريقة الجديدة آفاقًا جديدة في علاج هذا المرض الصعب، وتوجهًا نحو الشفاء التام منه. وقد نُشرت بالفعل بعض النتائج الأولية لحَقن خلايا جذعية تم تطويرها مخبريًّا لكي تتمكن من إفراز الإنسولين، وسُجل نجاحها لدى مريضَين حتى الآن.
المصادر:
FDA Approves First Cellular Therapy to Treat Patients with Type 1 Diabetes | FDA
First Cellular Therapy Approved for Type 1 Diabetes | MedPage Today