يحتاج معظم الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني إلى أكثر من دواء للتعامل مع حالتهم، لكن دراسة حديثة كشفت أن ما يقرب من 40% من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني يتوقفون عن تناول أدويتهم الثانوية خلال عام واحد.
وفقاً لبحث جديد نُشر في المجلة الأمريكية للرعاية المُدارة، أفاد الباحثون في دراستهم أن ثلثَي الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني توقَّفوا عن تناول أدويتهم، أو غيَّروا أدويتهم، أو غيَّروا جرعتهم خلال 12 شهراً مِن وصْفها.
وأشاروا إلى أن المشكلة كانت حادة بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يتناولون منبهات مستقبلات الببتيد -1 الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1 RAs)، وهي فئة من الأدوية المصمَّمة لعلاج السُّمنة، وكذلك مرض السكري من النوع الثاني.
وتُسلط النتائج التي توصّل إليها الباحثون الضوء على الحاجة إلى أساليب وصفية جديدة، وفَهم أفضل للحواجز التي يواجهها المرضى عند تناول هذه الأدوية، لتقليل إضاعة وقت المرضى ووقت الأطباء وأموال النظام الصحي في نهاية المطاف.
وأفاد الباحثون أن 77% من الأشخاص الذين يتناولون أدوية لمرض السكري من النوع الثاني يوصَف لهم الميتفورمين كخط علاجي أول. ومع ذلك، يحتاج العديد من الأشخاص إلى أدوية ثانوية للتحكم في نسبة السكر في الدم على المدى الطويل.
وقام الباحثون بدراسة 82 ألف شخص يعانون من مرض السكري من النوع الثاني بين عامي 2014 و2017، وقاموا بتحليل خمسة أشكال من أدوية السكري غير الأنسولين، وأفادوا أنه في أربعة من كل خمسة من هذه الأدوية، توقَّف 38% من الأشخاص عن تناول الدواء.
لماذا يتوقَّف البعض عن تناول أدوية السكري من النوع الثاني؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل المرضى يجدون صعوبة في الالتزام بالأدوية، وتشمل هذه الأسباب الجداول الزمنية المزدحمة، والعبء المالي الكبير المرتبط بالأدوية، والآثار الجانبية للأدوية، والنقص الملحوظ في الفعالية، والأهم من ذلك، التكاليف.
فغالباً ما يتناول مرضى السكري أدوية متعددة ضمن جدول علاجي معقَّد. ففي معظم الأحيان، لا يحدث مرض السكري في عزلة عن الأمراض الأخرى، وكثيراً ما يحتاج المرضى أيضاً إلى أدوية لارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، وغيرها من الحالات الطبية، وفي هذه الحالة يتوجب على المريض تناول العديد من الأدوية أكثر من مرة يومياً.
هل يصح التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب؟
في حين يعتقد الباحثون أن الأشخاص الذين قاموا بتبديل أو تغيير جرعة أدويتهم فعلوا ذلك بالتشاور مع طبيبهم، فإنهم يقولون إن أولئك الذين توقفوا عن تناول أدويتهم ربما فعلوا ذلك دون التحدث أولاً مع طبيبهم. وقد يشكّل الأمر مشكلة عندما يقرر الأشخاص إيقاف أدويتهم دون التشاور المناسب مع الطبيب.
قد يكون سوء الفهم أو قلة التواصل بشأن الجرعات والالتزام بالأدوية أمراً خطيراً. على سبيل المثال، إذا كان لدى المريض أدوية متعددة في قائمة الأدوية الخاصة به ولا يتناولها فعلياً، فسيتم إدخاله إلى المستشفى، ويأمر الطبيب بمواصلة جميع الأدوية المنزلية، حتى لا يؤدي ذلك إلى انخفاض نسبة السكّر في الدم أو تحدث آثار جانبية للأدوية.
ومن الجدير بالذكر أنه من المهم أن تكون واضحًا وشفافًا مع طبيبك بشأن الأدوية التي تتناولها، والجرعات التي تتناولها، ومدى توافقك مع الدواء، وكيفية تناولك للأدوية. وفي حال لم تشعر بالتحسن عند تناول دواء معيّن، أخبِر طبيبك حتى يقوم بتبديل الدواء بنوع آخر يناسبك أكثر.
المصدر: