وجد تحليل ثانوي لبيانات تجارب سريرية أن تحسن وظيفة مجرى الهواء يبدو أن له علاقة بين تناول مكملات الفيتامين سي وحدوث الأزيز لدى الأطفال الذين دخّنت أمهاتهم وحصلوا على الفيتامين سي (الفيتامين ج) أثناء الحمل.
ما مدى تأثير الحصول على الفيتامين سي خلال الحمل على رئتي الطفل؟
أظهرت تحليلات تدفق الزفير القسري بين 25% و75% من حجم الزفير في الأعمار 3 و12 و60 شهراً قيَماً أعلى بشكل ملحوظ للأطفال الذين تناولت أمهاتهم الفيتامين سي مقارنة بأطفال الأمهات اللواتي تناولنَ العلاج الوهمي (P <0.001)، وزيادة أكبر في FEF ٪25 - ٪75 مع زيادة العمر على الرغم من عدم تناول المكملات بعد الولادة، وذلك حسبما ذكرت سيندي ماكيفوي، دكتوراه في الطب من جامعة أوريغون للصحة والعلوم في بورتلاند، ومؤلفون مشاركون.
وكان حدوث الأزيز أقل بشكل ملحوظ عندما كان الأطفال في مجموعة الفيتامين C تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات، وذكر الباحثون أن أكثر من نصف ارتباط الفيتامين سي بالأزيز -54.2%- تم من خلال ارتباط الفيتامين سي بزيادة تحسن التنفس ووظائف الرئتين عند الأطفال.
وقال الباحثون: "النتائج التي توصلنا إليها تقدم دليلًا على وجود علاقة مباشرة بين تدخين الأم أثناء الحمل وحدوث الأزيز أو الصفير عند الأبناء".
مخاطر تعرض الحامل للتدخين أثناء الحمل
يعد تعرض الجنين للتدخين أثناء الحمل عامل خطر لحدوث ضعف وظائف الجهاز التنفسي لدى الجنين والأم على حد سواء، كما أن الأمهات المدخِّنات أكثر عرضة لولادة أطفالهن في وقت مبكر، وتعد الولادة المبكرة سبباً رئيسياً للوفاة والعجز والمرض بين الأطفال الحديثي الولادة، خاصة بسبب تأخر نمو وتطور الرئتين.
عدا عن ذلك، يعاني واحد من كل خمسة أطفال يولدون لأمهات يدخِّنَّ أثناء الحمل من انخفاض الوزن عند الولادة، كما أن الأمهات اللاتي يتعرضن للتدخين السلبي أثناء الحمل أكثر عرضة لإنجاب أطفال أقل وزناً عند الولادة، والأطفال الذين يولَدون بأحجام صغيرة جداً أو مبكراً جداً لا يتمتعون بصحة جيدة.
والأطفال الذين تدخّن أمهاتهم أثناء الحمل، والأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي بعد الولادة هم أكثر عرضة للوفاة بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ مقارنة بالأطفال الذين لا يتعرضون لدخان السجائر.
هل يمكن تقليل أثر التدخين من خلال الحصول على مكملات الفيتامين سي ؟
قام العلماء بتقييم البيانات من تجربة تناول الفيتامين سي لتقليل آثار التدخين أثناء الحمل على وظائف الرئة عند الرضع، فقد تم اختيار النساء اللاتي يدخِّنَّ بشكل عشوائي أثناء الحمل للحصول على 500 ملغم/يوم من الفيتامين سي أو تناول دواء وهمي. وأظهرت دراسة متابعة تدفقاً أفضل للمجرى الهوائي وانخفاضًا في الأزيز لدى الأطفال حتى سن 5 سنوات الذين تناولت أمهاتهم الفيتامين سي أثناء الحمل.
في كل من مجموعتَي الفيتامين سي والعلاج الوهمي، دخَّنت الأمهات ما يقرب من ثماني سجائر يومياً في الأسبوع السابق للتسجيل، ثم حوالي 10 سجائر يومياً عندما كان عمر أطفالهن عاماً واحداً.
قام الباحثون بتضمين معايير قياس التنفس التي تم إجراؤها عندما كان عمر الأبناء 3 و12 و60 شهراً في تحليلهم، وتم تقييم مستوى الأزيز من خلال استبيانات تنفسية موحدة ربع سنوية.
تم تسليم ما مجموعه 243 من الأبناء خلال الدراسة، مع 233 منهم ممَّن تلقى قياس مستوى التنفس مرة واحدة على الأقل. كان معظم الأطفال (80%) الذين لديهم بيانات عند عمر 60 شهراً قد حصلوا أيضاً على بيانات عندما كانت أعمارهم 3 أو 12 شهراً، وتوزع الأبناء بنسبة 49.8% إناث و50.2% ذكور.
ومن النتائج المذهلة للدراسة أن مستوى الأزيز كان منخفضاً لدى الأطفال الذين حصلت أمهاتهم على الفيتامين سي رغم تعرضهنَّ للتدخين خلال الحمل.
ومن الجدير بالذكر، أن هذه النتائج لا تعني أن الحامل يمكنها التدخين أو التعرض للتدخين طالما أنها تحصل على الفيتامين سي، فما تزال هناك العديد من المخاطر الأخرى المترتبة على التدخين أثناء الحمل رغم الحصول على هذه المكملات.
